طويلاً وكثيراً، سيتوقف المحللون والباحثون عند خطاب السيد الرئيس بشار الأسد الذي ألقاه أثناء تأديته القسم الدستوري أمس، على اعتبار أن هذا الخطاب هو بداية لمرحلة جديدة من العمل والبناء والنهوض.
الخطاب كان شاملاً لكل العناوين العريضة والتفاصيل الصغيرة، ويصعب، تحليله ومقاربته وقراءته في كلمات، لكن يمكن القول إن السيد الرئيس بشار الأسد قد وضع يده بدراية وعناية شديدة على مكامن الوجع والخلل، وحدد وبدقة القائد الحكيم والسياسي البارع مواضع الداء ومراجع الدواء منطلقاً من الوعي والانتماء والمسلمات والقيم والمبادئ والثوابت كقاعدة لصون وحفظ الوطن من كل المخاطر والمؤامرات والاستهدافات الخارجية، وكأساس لاستقرار المجتمع وازدهاره ونهوضه.
رسائل كثيرة حملها خطاب الرئيس الأسد إلى كل الأطراف وفي كل الاتجاهات، ولاسيما أطراف الإرهاب والحرب والعدوان، لعل أبرزها وأهمها أن سورية كانت ولا تزال وستبقى عصية على السقوط والخنوع والاستسلام، وهذا بفضل وحدة أبنائها وتضحياتهم وبطولاتهم وإرادتهم في النصر ودحر كل الغزاة والمحتلين.
في الأبعاد والدلالات التي قد يلحظها الجميع قريباً جداً من خلال ارتدادات هذا الحدث الكبير خلال القادم من الأيام، يمكن الجزم أن خطاب السيد الرئيس بشار الأسد قد كان بمثابة صفعة، بل هزيمة جديدة لقوى الإرهاب بشكل عام، وخصوصاً للولايات المتحدة والنظام التركي والكيان الصهيوني الذين لطالما راهنوا على ضرب الجبهة الداخلية وبشتى السبل والوسائل والطرق المباشرة وغير المباشرة، فإذا بالصعقة تأخذهم من تماسك وتلاحم الشعب السوري.
خطاب القسم، هو خطاب نصر وفصل في آن معاً، فما بعده ليس كما قبله، ذلك أن المرحلة المقبلة سوف تكون زاخرة بالمفاجآت والانتصارات، لأنها سوف تكون بداية لحقبة من العمل الجاد والدؤوب لإعادة بناء ما دمره الإرهاب والنهوض الاقتصادي وإكمال معركة دحر الإرهاب وطرد كل الغزاة والمحتلين.
حدث وتعليق- فؤاد الوادي