رغم كلّ ما يتم تداوله وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي حول تشكيل الحكومة ، ومن سيكون رئيس الحكومة ، ومن سيأتي .. أو يذهب ، إلا أنّ كلّ ما نقرأه ونسمعه هو خارج السياق لسببين :
الأول : ان المهم ليس الأسماء حتى يتم التسويق لشخصيات معينة أو محاولة تسويد صفحات شخصيات أخرى .
والسبب الثاني: ان كل الذين يتحدثون بأسماء معينة وحتى الادعاء بمعرفة موعد الإعلان عن الحكومة الجديدة يعتمدون على ما يتم نشره تحت عناوين متعددة كالتسريبات أو ان العصفورة قالت لهم ذلك لدرجة أن أحدهم نشر قبل ثلاثة أيام أنه خلال ساعات نكون أمام حكومة جديدة وانتشرت هذه العبارة عبر النسخ واللصق على العديد من الصفحات دون التأكد من المصدر أو حتى معرفة من نشر ذلك.
من هنا تبدو إشكالية الانشغال ببعض الأمور خارج سياقها الطبيعي . ولذلك يبدو السؤال مشروعاً:
كيف يمكن للمزاج الشعبي أن يكون دائماً ضمن السياق الطبيعي والمؤثر ومن المسؤول عن ذلك؟
والسؤال الآخر: كيف يمكن قياس هذا المزاج وما هي أدوات القياس ؟ وبمعنى أكثر وضوحاً ماذا يمنع أن نقرأ المشهد على حقيقته ونشارك المواطن في هذه القراءة ونتعرف على انطباعاته ورغباته واقتراحاته؟
إضافة إلى توحيد الرؤية الجماهيرية للنظر إلى أي قضية ضمن سياقها الطبيعي وبما يخدم إغناء ودعم هذه القضية .
المثال اليوم هو تشكيل الحكومة وهنا نعود للتذكير بأن السيد الرئيس بشار الأسد أكد أكثر من مرة خلال ترؤسه لاجتماعات الحكومات المتعاقبة بعد تشكيلها أن الحكومة الجديدة تعني أعضاء جدد بأفكار جديدة وأعضاء قدامى بأفكار متجددة ولا تعني أبدأ الانفصال أو الانسلاخ عما سبق أو نسفه وإنما إعادة صياغته بطريقة أكثر تطوراً وأكثر فاعلية من خلال مراجعة الرؤى والاستراتيجيات ، واعتقد لو أن وسائل الإعلام توجهت اليوم إلى المواطنين وسألتهم عن تشكيل الحكومة لن تجد أحداً يتحدث حول أسماء تأتي وأخرى تذهب وإنما المواطن يريد أن يسمع من أي حكومة جديدة قررنا و أنجزنا و تابعنا وخططنا و نفذنا وحاسبنا المقصرين و الفاسدين وجعلنا القانون فوق الجميع .
وربما يقول المواطن أيضاً إنه يفتقد في الحكومات المتعاقبة الشفافية والتشاركية والمساءَلة والمحاسبة
و الخطط والمؤشّرات والأرقام القابلة للقياس.
من هنا أيضاً تبدو أهمية استعادة الثقة أو على الأقل تقليص فجوتها بحيث تكون أولوية في المرحلة المقبلة لتكون كلّ الأمور التي تخطط لها الحكومة وتفكر بها وتنفذها منسجمة مع المزاج الشعبي وضمن سياقه الطبيعي.
الكنز – يونس خلف