تبقى مشكلة الطاقة هي الطاغية على غيرها من هموم المواطن السوري لارتباطها بكلّ تفاصيل حياته من النوم إلى الأكل إلى العمل ، ولا يستطيع أحد أن يُنكر أن غياب التيار الكهربائي تسبب في تراجع مستوى معيشة المواطن لتوقف الورش والمعامل والأعمال الحرفية والزراعية وتراجع الخدمات وبالتالي تراجع الإنتاج وارتفاع كلفة السلع المُنتجة .
تجاوز أزمة الكهرباء لا تبدو قريبة لارتباطها بالحرب والعقوبات والحصار وقلّة الموارد ، ولكن التخفيف منها وبشكل ملموس متاح و بزمن قصير وذلك من خلال الاعتماد على الطاقات المتجددة ولا سيما الشمسية ولكن ذلك يحتاج لإرادة صارمة وعمل وصياغة تشريعات خاصة واستثنائية تتعلق بإعفاء كافة مكونات تجهيزات الطاقة الشمسية من الرسوم والضرائب و منع احتكار توريد هذه التجهيزات و إلزام الموردين بمواصفات وتقنيات عالية المردود .
كلّ ما سبق ضروري وهام ولكن إذا لم يتم تأمين التمويل اللازم فان شيئاً لن يتغير وسيبقى الأمر حكراً على شريحة محددة ، وما لم يتحول الأمر إلى حالة عامة من التنافس والتعاون والتشارك بين الجيران فان المردود سيكون محدوداً وغير ملموس ، فالتمويل هو العائق الأكبر كما في كلّ المشاريع .
هناك مشروع في مجلس الشعب بانتظار المناقشة والإقراربشأنه حول صندوق دعم الطاقات المتجددة بحيث يتم تمويل مشاريع المواطنين الراغبين بتركيب منظومة توليد شمسي دون فوائد ولكن يجب أن يذهب المشروع إلى تقديم دعم أكبر يصل إلى المساهمة بجزء من الكلفة لأن أبسط كلفة ( إنارة ـ براد ) تزيد على ثلاثة ملايين والكلفة لتوليد كامل الاحتياج ( إنارة ـ براد ـ غسالة و كافة التجهيزات مع مكيف طول فترة النهار ) تزيد على خمسة عشر مليون ليرة سورية ، وفي كلا الحالين المواطن غير قادر على دفع الأقساط بدخله الحالي ما لم تكن فترة التسديد طويلة الأمد .
الدعم يجب أن يمتد ليشمل دعم تركيب منظومات شمسية للأغراض الزراعية وتأمين مياه الشرب ودون فوائد أيضاً وبأقساط مريحة لأن ذلك سيحسن الإنتاج وسيقلل من كلفته وهو ما سينعكس على المواطن .
الطاقات البديلة مخرجنا من الأزمة بشكّل ملموس ولكن لا بد من أن يلمس المواطن دعماً مباشراً يشجعه على السير بهذا الطريق.
على الملأ- بقلم مدير التحرير-معد عيسى