الاجتماع المشترك السوري الروسي لمتابعة أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين… مباحثات تتناول التعاون في مختلف المجالات
الثورة أون لاين:
تواصلت اليوم فعاليات اليوم الثاني للاجتماع المشترك السوري الروسي لمتابعة أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين الذين اضطرتهم جرائم الإرهابيين لمغادرة البلاد وذلك في قصر المؤتمرات بدمشق.
وفي إطار متابعة الاجتماعات لتطوير سبل العمل المشترك في مختلف القطاعات بين الجانبين السوري والروسي ناقش ممثلون عن وزارتي العدل بسورية وروسيا الاتحادية مشروع اتفاقيات بين البلدين بثلاثة قوانين تمهيدا لإقرار توقيعها.
وفي تصريح للصحفيين بين معاون وزير العدل في حكومة تسيير الأعمال القاضي تيسير الصمادي أن الجلسة تهدف إلى تدقيق مشروع ثلاث اتفاقيات ستوقع بين الجانبين السوري والروسي تتعلق بنقل المحكومين وتسليم المجرمين وبعض القضايا الجزائية الاخرى موضحا أن وزارة العدل تسعى إلى أن يكون هناك اتفاقيات مع جميع الدول الصديقة لتنظيم الجانب القانوني المتعلق بهذه القضايا بما يسهل العمل على الدول ومواطنيها وأن هذه الاتفاقيات ستكون جزءا من منظومة التشريع في كلا البلدين.
من جانبهم أشار ممثلو وزارة العدل الروسية إلى أهمية التعاون في المجال القانوني بين البلدين منوهين بالتنسيق والمناقشة التي تمت معربين عن أملهم بأن يكون التعاون مثمرا وناجحا كما كان في السابق.
كما عقد اجتماع بين ممثلين عن وزارتي التربية السورية والروسية إضافة لممثلين عن جامعة موسكو الحكومية التربوية بهدف تطوير طرائق تدريس اللغة الروسية وذلك ضمن إطار اتفاقية موقعة بين البلدين.
وقدم معاون وزير التربية في حكومة تسيير الأعمال الدكتور عبد الحكيم الحماد عرضا حول تدريس اللغة الروسية في سورية في المناهج التدريسية للتعليم ما قبل الجامعي مبينا أن أكثر من 30 ألف طالب وطالبة يتعلمونها وتقوم بتدريسها 217 مدرسة.
ولفت الحماد إلى أهمية تبادل الآراء والخبرات في مجال تعليم اللغة ورفع كفاءة المدرسين من خلال تدريبهم وتأهيلهم مشيرا إلى أن الوزارة تقوم بإيفاد الطلاب المتفوقين باللغة الروسية إلى روسيا كنوع من التحفيز على تعلمها معرباً عن استعداد الوزارة لتقديم كل الدعم لتعليم اللغة العربية في روسيا الاتحادية لتطبيق الاتفاقية الموقعة العام الماضي.
ممثلة وزارة التربية الروسية افيلينا خادوش أشارت إلى أهمية تعليم اللغة الروسية في سورية وإلى التعاون في المجال التعليمي بين البلدين معربة عن استعداد بلادها لتهيئة وتطوير اللغة الروسية ومدرسيها في سورية لافتة إلى أنه يتم تدريس اللغة العربية في المدارس الروسية حيث بلغ عدد الطلاب الروس ممن تعلموا اللغة العربية في روسيا 2000 طالب روسي إضافة إلى وجود دراسة لاستقبال 40 طالبا وطالبة سوريين من طلاب اللغة الروسية في بلادها.
ممثلة وزارة التربية لتطوير المناهج الروسية ومديرة المركز الروسي بجامعة دمشق سفيتلانا روديغينا بينت أن أعمال الاجتماع تضمنت ورشة تدريبية لـ 21 مدرسا سوريا تعقد عبر الانترنت مع أساتذة ومشاركين من موسكو وسيتم توزيع شهادات للمشاركين في الورشة.
كما قام ممثلون عن “صندوق العلم الروسي” بتسليم مجموعة من الكتب والأدبيات التربوية والمنهجية الروسية إلى وزارة التربية السورية لإنشاء مكتبات لإغناء مدرسي مادة اللغة الروسية في سورية والطلاب المهتمين حيث وقع الجانبان وثيقة تسليم الكتب وألقى عدد من الأطفال السوريين مجموعة من القصائد باللغة الروسية.
وتركز اللقاء الذي جمع وفدا من وزارة الإعلام والمؤسسات التابعة لها مع وفد من وزارة التنمية الرقمية الروسية وعدد من وسائل الإعلام الروسية حول تطوير التعاون بين وسائل الإعلام في البلدين ومجالات تعزيزه.
وخلال الاجتماع أكد معاون وزير الإعلام أحمد ضوا رغبة سورية في تعزيز التعاون مع المؤسسات الإعلامية الروسية بشكل عام والحكومية منها بشكل خاص مبينا أهمية توسيع التعاون لمواكبة التطور الحاصل في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والمتغيرات إقليميا وعالميا وذلك بالتوازي مع التعاون المستمر بين البلدين في مكافحة الإرهاب.
ولفت ضوا إلى أهمية التعاون لمواجهة الحرب الإعلامية التي تستهدف البلدين وتعمل على تشويه الحقائق وقلب المفاهيم من خلال رفع مستوى التعاون في قطاع الاعلام وتكثيف تبادل الخبرات إضافة الى التشبيك بين المؤسسات الإعلامية في البلدين.
بدورها أكدت مدير إدارة التعاون الدولي وتنمية الاتصال الجماهيري الروسية لارينا ايكاترينا جيناديفنا رغبة بلادها في تعزيز التعاون في المجال الإعلامي مع سورية وضرورة وجود تعاون مباشر وبذل الجهود لتمتينه والعمل على تبادل المعلومات لإيصالها بدقة وخاصة تلك التي يتم اقصاؤها أو تشويهها عمدا من قبل الإعلام الغربي.
ولفتت جيناديفنا إلى أهمية التعاون في مجال وسائل الإعلام البديلة من وسائل التواصل الاجتماعي والتوصل إلى صيغة حقيقية تخدم التوجهات المشتركة وتحقق التطور اللازم والوثيق في مجال تبادل المعلومات وليس فقط في تبادل المواد الاعلامية.
وأشارت جيناديفنا إلى استعداد بلادها للتنسيق في مشاريع تخص التأهيل والتدريب في المجال الإعلامي ورغبتها في التعاون في مجال التلفزيون من خلال صناعة برامج مشتركة وبرامج تعليمية خاصة والتعاون بين محطات الاذاعة والتلفزيون.
وبحث وفدان من وزارة الطوارئء الروسية والدفاع المدني السوري بنود مذكرة التفاهم المزمع توقيعها في وقت لاحق بين الجانبين والتعديلات المقترحة بما يسهم في النهوض بعمل الدفاع المدني والطوارئ والإنقاذ والإسعاف والحرائق والتدريب.
وخلال اللقاء أشار رامان سرغييف ممثل وزارة الطوارئ الروسية إلى أهمية إعداد وتدريب الكوادر اللازمة للعمل في مجالات الطوارئ والدفاع المدني داعيا إلى ضرورة تبادل الخبرات وتطويرها بما يخدم العمل المشترك بين الجانبين في مجالات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والتأهيل والتدريب.
سرغييف ذكر أن الأكاديمية الروسية لديها الخبرات الكافية في هذا المجال وهي على استعداد لنقلها إلى الجانب السوري والمساهمة في إحداث مدرسة في سورية مع تجهيزاتها تقدم على شكل منحة إضافة إلى أن وزارة الطوارئ تمتلك برامج متكاملة لتدريب الفتيان للعمل في مجالات الطوارئ وفرعا للرياضة لإطفاء الحرائق والإنقاذ ولديها خبرة واسعة في انشاء المدن الامنة لافتا إلى أهمية تقاسم العمل مع الجانب السوري في هذا المجال.
من جانبه استعرض مدير عام الدفاع المدني في سورية اللواء سعيد العوض الأعمال التي نفذتها طواقم الإطفاء خلال اندلاع الحرائق في منطقة الساحل السوري وحماة العام الماضي لافتا إلى أنه تم استخدام القوى البشرية المحلية للقيام بهذه العملية نظرا لصعوبة الوصول إلى الحرائق.
وبين اللواء العوض أن هناك نقصا في الإمكانيات والكوادر المدربة نظرا لعدم التمكن من إنشاء مدرسة تدرس هذا الاختصاص خلال الفترة الماضية نتيجة الإرهاب مؤكدا وجود الرغبة والاستعداد للتعاون والعمل مع الجانب الروسي للارتقاء بهذا القطاع.
كما عقد ممثلون عن المديرية العامة للجمارك في سورية وإدارة الجمارك الروسية الفيدرالية اجتماعا ناقشوا فيه آليات التعاون الثنائي وتسهيل الإجراءات بهدف تعزيز التبادل التجاري بين البلدين.
وفي تصريح لـ سانا قالت مديرة العلاقات الدولية بالجمارك العامة صفاء إبراهيم إنه تمت مناقشة عدد من المسائل المتعلقة بالتعاون الجمركي الثنائي مع ممثلين من إدارة الجمارك الروسية الفيدرالية وتسهيل التبادل التجاري من خلال الممر الأخضر ومكافحة التهريب وحماية الحدود.
بدوره أوضح النائب الأول لرئيس هيئة الجمارك في الاتحاد الروسي اندريه افيروف انه تمت مناقشة الجانبين لأجندة عمل تتعلق بأربع قضايا في التبادل التجاري وتعزيزه وتسهيل الإجراءات الجمركية معربا عن ثقته بأن التقدم في هذا المجال سيكون سريعا وجيدا.
وفيما يتعلق بمشروع الممر الأخضر بين البلدين أشار افيروف إلى أنه تتم مناقشة إطلاقه منذ زمن وتم إنشاء قنوات لتبادل المعلومات في هذا المجال وتتم دراسة الخطوات التالية لإقامة مرحلة تجريبية وعقب ذلك سيتم تطبيق الإجراءات بشكل عملي وحينها يمكن للمصدرين والموردين من البلدين تبادل البضائع بشكل أسرع وأسهل.
نائب رئيس قسم تطبيق الجمارك الروسية أوليغ باكانوف أوضح أن خطة العمل تتضمن مناقشة سبل تعزيز تبادل المعلومات وتنظيم عمليات تتعلق بالتعاون الجمركي وضرورة إجراء التحقيقات المتعلقة بالتهريب والمواد الممنوعة.