عيد الفرح المجاني

تمر الأعياد على البشرية ولا يقرأ معظمنا منها إلا الطقوس، وبعض ما قد يعلمه من أسباب دخولها في حياتنا.. هل فكر أحدنا ما القيمة الإنسانية التي تتجسد في عيد الأضحى، بعيداً عن المغزى الديني وارتباطه بحادثة النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام.. وعلاقتهما في موسم الحج والأضاحي.

إحصائية بسيطة تقول إن عدد الدول الإسلامية ينوف عن/57/ دولة وما ينتج عن هذه الدول أثناء موسم الحج من لحم الذبائح الحلال يقدر بأكثر من/360/ مليون كغ توزع على الفقراء والمحتاجين وبحسبة بسيطة يُطعم منها 20% من فقراء الأرض.

أكبر جمعية للمجتمع المدني في تعداد أفرادها الذين لا يعرفون بعضهم، لكنهم يقومون بذات العمل. ما تعجز عنه أكبر المنظمات العالمية، التي تدَّعي أنها تقدم المساعدات الإنسانية، كتلك التي انعقد لأجلها مجلس الأمن، للتصويت على معبر باب الهوى الشرعي في سورية، لأجل إدخال المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون في إدلب.

عيد الأضحى بأيامه الأربعة هو عيد الطعام المجاني، لمن انفرجت أساريرهم؛ وسمعتَ دقات قلب بعضهم وهو يمسك بحصته التي هي نصيب أولاده، قطعة لحم أصبحت حلم الفقير بعد شطبها من قائمة طعام معظم البيوتات، لأن اللحم كما همست لي صديقتي أصبح رفاهية لمن لا يستطيع شراؤه فهو الأغلى والأفخر.

الأضاحي رسالة حضارية، تؤلف بين قلوب البشر، وتزيد في ترابط الأرحام.. تقوي حس القلوب وتشعرها بالمحتاج والمحروم. هذه الظاهرة تُفرغُ من مضمونها الصحيح عندما تمارس عملية ذبح الأضاحي في أماكن غير مخصصة، قد تكون على الأرصفة أو أبواب العمارات، فيصبح المنظر مقززاً للعين.. عند النظر إلى جلود الأغنام وفوارغها؛ وهي ترمى فوق بعضها، ما يجعلها مرتعاً خصباً لأسراب الذباب الناقل للجراثيم الممرضة، ونحن في زمن الكورونا.

الرسالة العظيمة في التشارك بلحم الأضاحي؛ تفقد قيمتها الإنسانية ورمزيتها الدينية، ما يجعل المرء يتمنى لو لم تكن هذه الشعيرة، رغم فضيلة إنسانيتها، لما فيها من تلوث للبيئة والنظر والشم.

السؤال الأهم للمعنيين عن النظافة العامة في المدن وحماية البيئة والسكان.. لِمَ لَمْ يلتفت أحد ليكون هناك أماكن خاصة بشروط صحية آمنة تضمن سلامة المواطنين وخاصة الأطفال المنتشرين في الشوارع بثياب العيد..

أماكن تكون محددة تتسم بالشروط الصحية، حفاظاً على جمالية المدينة والأزقة، ويحقق في ذات الوقت إنسانية الغاية من هذا الطقس الإنساني في جوهره، لِمَ نفقد كل جميل في حياتنا بعدم تَنَبُهِنا الذي من المفترض أن يكون حاضراً.. رغم ذلك ما زال الأمر في محله..

وفق تقويم الأيام كما يقول العامة من أهلنا (السنة وراء الباب) لأجل موسم الحج القادم، بإمكاننا من الآن العمل على إيجاد أماكن صحية تضمن سلامة البيئة وتحفظ العيون والأنوف من التلوث البصري والشمّي، وتحمي الأبدان من الأمراض، وتمنع الذباب من ممارسة هوايته في نقل الجراثيم والميكروبات ونحن في زمن الكورونا. الأمر برسم البلديات.. والمسؤولين المباشرين.. وإن لم يتم.

هذا الإجراء لابد يرافقه عقوبات صارمة، تعزز التقيد بأنظمته؛ ومعاقبة المخالفين، حرصاً على ممارسة هذه الشعيرة بصورة حضارية، تليق بوعي شعبنا الرائع الصامد المتحاب. اعتزازاً برمزيتها ونشر الفرح في قلوبٍ تقشفت من شظف العيش. عندها نحقق الهدف منها بمنتهى الأناقة والعهد المقطوع لأجل بناء سورية المتجددة.

إضاءات – شهناز صبحي فاكوش

 

آخر الأخبار
مآثر ومراثي.. علّامة الأدب القديم الدكتور محمد شفيق البيطار في ذكرى رحيله الياسمينة المنسية .. نازك العابد.. امرأة قاومت بالكلمة والبندقية خزان "تل المصطبة" يؤمن المياه لقاطني جنوب دمشق  م. درويش لـ "الثورة": خط كهرباء معفى من التقنين.... فضاءات للراحة تحولت لكابوس حديقة الطلائع في طرطوس.. من أكلها الإهمال أم الفساد ؟ "المخطط الفينيقي" منافساً في كان سينما المرأة ألين جوفروا نصري.. تحضر الزمن ببراعة وعفوية "الصواعق" رقم واحد في الصالات "أزمة قلبية" و"إنعاش" يحصدان الجوائز "كما يليق بك" في "الدشيرة" معسكرات تدريبية مجانية للنشر العلمي الخارجي بجامعة دمشق "كايزن".. نحو تحسين مستمر في بيئة العمل السورية نحو اقتصاد سوري جديد.. رؤية عملية للنهوض من بوابة الانفتاح والاستثمار بناء اقتصاد قوي يتطلب جهداً جم... اليابان تدرس.. ونائب أمريكي: يجب تعزيز التحالف مع سوريا استطلاع (الثورة) للشارع السوري في فرنسا حول رفع العقوبات مسابقة الخطلاء للشعر النبطي تخصص لسورية صيدلية مناوبة واحدة في مدينة طرطوس والنقابة توضح حذف الأصفار من العملة.. ضرورة أم مخاطرة؟! تأخر في استلام أسطوانة الغاز بدرعا مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية