بدأ العمل قبل يومين، في مدينة عدرا الصناعية في ريف دمشق،على إنجاز محطة لتوليد الكهرباء من الشمس، عبر تقنية الخلايا الكهرضوئية، بطاقة غير مسبوقة في سورية هي ١١٠ ميغا واط .
الحدث كبير جداً، يشق طريقاً سالكاً نحو طاقة كهربائية لاتنقطع أبداً لأن مصدرها الشمس وهي نور لن ينضب قبل ٤،٥ مليارات سنة …!!
إنها اليد البيضاء للسيد الرئيس بشار الأسد، ففي الثامن من شهر حزيران الماضي، وبعد زيارته الميدانية لمدينة عدرا الصناعية ناقش مع الصناعيين، سبل تعزيزالإنتاج وتجاوز العقبات، مؤكداً أن لدى سورية الإمكانات الحقيقية لتجاوز الحصار والتقليل من آثاره.
وسرعان ما تمت ترجمة كلام السيد الرئيس إلى اتفاقية ما بين إدارة مدينة عدرا الصناعية في ريف دمشق، وعدد من الصناعيين، لبناء محطة كهرضوئية، تتجاوز كل الصعاب وأهمها عدم توافر الغاز لتوليد الكهرباء في ١١محطة كهرباء سورية تعمل على الغاز، بسبب الاحتلال التركي والأميركي لحقول النفط والغار السورية والتخريب المتعمد وشبه الدائم لأنابيب نقل الغاز أو محطات ضخه.
يكتنز هذا الحدث مؤشراً مهماً جداً، فمنذ العام ٢٠٠٣ اتجهت سورية نحو حل الطاقات البديلة بالاعتماد على الشمس والرياح والغاز الحيوي، وأسست المركز الوطني للطاقات البديلة، وقد أنجز دراسات عديدة مهمة، بشأن السخان الشمسي، وتم قبل الحرب تسجيل ٢٠٠ألف سخان شمسي على المباني في سورية.
وجاءت الحرب لتوقف المشاريع الاستثمارية إلا المباشر بها، وحتى تلك لم تستكمل، لغياب التمويل.
عمل ذاك المركز على بناء محطة تشجيعية للقطاع الخاص لعله يحاكمها (واحد ميغا)، وساهم في إعداد تشريع مهم يجيز للقطاع الخاص، بناء محطات توليد الكهرباء بالاعتماد على الطاقات البديلة وبيع التيار الكهربائي للدولة بسعر يلائمه (يستعيد التكلفة ويحصل على هامش ربح مجز) أما الدولة فتستمر ببيع الكهرباء للمواطنين بالسعر المدعوم.
لم تكن الاستجابة قوية، أقيمت عدة محطات صغيرة خاصة (منها محطة في السويداء)، ومؤخراً، بدأ العمل في محطة حكومية تعمل على الشمس في مدينة الشيخ نجار في حلب بطاقة ٣٣ميغا رصدت لها الحكومة السورية ١٦٠ مليار ليرة سورية.
ونلاحظ أن محطة عدرا التي بدأ العمل على إنجازها مشتركة إذ تقدم إدارة المدينة الصناعية ١٦٠٠دونم من الأرض إلى جانب البنى التحتية، في حين يمول المستثمرون احتياجاتها من ألواح الخلايا الكهرضوئية وهي صناعة سورية.
وأثناء وضع حجر أساسها قبل يومين وبدء العمل في إنجازها، دعا السيد رئيس مجلس الوزراء إلى تأسيس شركة مساهمة مفتوحة لجميع الصناعيين للاستمرار في هذا المسار الصائب نحو طاقة نظيفة تصون البيئة السورية ولا تنضب أبداً.
إن الحياة دون كهرباء ليست مضنية وحسب، بل هي غير منتجة. والمراهنة اليوم على الإنتاج للارتقاء بالواقع المعيشي السوري، تتطلب الكهرباء لأنها وقود الإنتاج، والسبيل إليه.
روقة محلية – ميشيل خياط