حاضر بذكره.. وراحل بجسده.. د. وفيق سليطين

الثورة أون لاين- لمى يوسف:

أربعون يوماً مرت على غياب فقيد اللاذقية… حضر الزملاء.. الأصدقاء.. الأقرباء.. الطلاب.. لإلقاء التحية على الفقيد واستذكار مناقبه ومواقفه وميزاته..
بدأ الحفل التأبيني الذي أقامته نقابة المعلمين في جامعة تشرين بعرض يلقي الضوء على بعض الومضات العلمية الشعرية والأدبية للفقيد الأستاذ الدكتور وفيق سليطين..
وتحدث أصدقاء الفقيد ” رئيس قسم اللغة العربية، عميد كلية الآداب، ورئيس اتحاد الكتاب العرب، ورئيس فرع نقابة المعلمين، وغيرهم ” كلهم أجمعوا على أن د. سليطين قامة علمية أدبية عالية، نهل من المعرفة والثقافة والعلم ما جعله مرجعاً لكل فنون الأدب والنقد كما النحو والبلاغة، ومصدراً لكل تفاصيل الإدارة ودهاليز قوانينها، وكان الوفيق بين زملائه أصدقائه وأحبته.

• حامل أمانة الأجيال
أكد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية د. إبراهيم البب قائلاً: عرفت كلية الآداب والعلوم الإنسانية د. وفيق سليطين أستاذاً جامعياً هادئاً ملتزماً قنوعاً أميناً صادقاً مبدعاً حاملاً أمانة الأجيال بإخلاص متسلحاً بالخبرة والثقافة، معلماً طلابه تذوق الأدب وقيمة العلم وأهمية البحث منمياً فيهم قيماً سامية. فقد أعطى د. وفيق كل ما يملك فكان الشاعر إذا تغنى، والروائي إذا سطر، والناقد إذا نظر، والبلاغي إذا صور، والمؤرخ إذا كتب، والحجة إذا سئل، والمخلص إذا أحب والمتواضع إذا تكلم. سيبقى د. وفيق منارة علم عبر الأجيال.

• الصوفي المعرفي
في كلمته أوضح رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب د. محمد إسماعيل بصل أن د. وفيق سليطين قامة علمية ثقافية شامخة له بصمة ساطعة وناصعة في كل مقام حلّ به فارس المنابر الشعرية والبحثية والأدبية. كان وسيبقى د. وفيق نجماً ساطعاً في عالم الأدب العربي، وفيق الصوفي الساعي معرفياً باتجاه العلم، لم يترك باباً للثقافة لم يطرقه، فكان ضالعاً في النحو وقواعده كما كان ضالعاً في النقد ومدارسه ومناهجه. كان منفتحاً على التيارات يندح منها ما يروي سعادته بالمعرفة. حين عاد من مصر 1995 كان قد أضاف إلى معارفه السابقة علوماً وثقافات وآلية تفكير ما جعله واحداً من أهم الأساتذة الجامعيين والبحثيين الحصيفين ليس في قسم اللغة العربية بجامعة تشرين وحسب بل في أقسام اللغة العربية على امتداد الوطن العربي.

• استحضار
لم تر والدها منذ سنتين بسبب غربتها بحثاً عن العلم، وحين سمعت بالخبر الأليم، لم تتمكن من فعل شيء، فقط كتبت الخواطر التي شاركت بها الحاضرين فأطلت د. لجين وفيق سليطين بكل مفردات والدها وشعريته لتستحضر روح الفقيد المنبعثة فيها جسداً وإبداعاً:
أزَلَ المكانُ بي..
ساعتُهُ بيدي.. ولا زمنٌ يمرُّ
الوقتُ أبطأُ من أن يُستساغ..
تتشظّى الثواني..
وتمرُّ بي، في كلّ شظيَّةٍ، جنازتُهُ
أتشظّى انا نفسي إلى أبعاد..
تركني فيهِ حائرةً،
-حضورهُ غيابٌ فسيحٌ.. وغيابُهُ حضورٌ جَللٌ.. كسيحٌ
هذا أبي.. تضادٌّ شديدُ اللَّهجةِ! تباينٌ حاد!
وامتدادُ أبجديةٍ بينَ ألفٍ وياء..
-هو من الأشياءِ لونُها
واللّونُ ابتهاجٌ غائبٌ عن العالمِ، حاضرٌ فينا.. وبعضٌ لا يراه.
لا يفلتُ الضوء منه.. ثقبٌ أسودٌ هو أبي!
لا يكتفي استنارةً، ويزدادُ اختفاءً..
رقيقٌ حدَّ القسوة!
أحضنُه -بالمناسباتِ- فيستحي
أذوبُ أمام براءةِ ذاك الحياء..
أصدفُه مرارًا في ممرِّ بيتنا الضيق
يمرُّ بي، لا ينظرُني.. لا يراني..
ينكمشُ بداخلي أملٌ ساذجٌ باللِّقاء
عينا أبي تائهتانِ.. تنظرانِ شيئًا آخرَ لا أراه..
لم يبحْ بسرِّه.. سكاتُهُ لي أنينٌ أشدُّ جهراً من النايات.
لم يكلمْني عن الحياةِ.. آمنَ بأنّي منهُ امتدادٌ
والامتدادُ تجلّي الذاتِ للذات..
لم يعلّمْني القراءةَ ولا الكتابةَ.. علمَني كيفَ أستقرئُ البوحَ في الصّمتِ.. وكيفَ تنوحُ الأبجديةُ إذْ لامستْ روحَ الملذّات…
لم يتذكّرْ أبي قطُّ تاريخَ ميلادي.. لم يشاركْني أيّ احتفالاتٍ..
لكنني أدركتُ لاحقاً -وليسَ متأخراً- أنّي ولدتُ في قلبهِ كلّ يومٍ ألفَ مرّةٍ.. وفي ذاكرتِهِ -فقطْ- بين الحينِ والثاني..
لم يعدْني أبي بالكثيرِ.. لكنَّهُ أمدَّني بأكثرَ مما كانَ يعتقدُ أنَّهُ يستطيع..
وكعادَتِهِ أبي، لم ينتظرْني
تركَني لنشوةٍ لا، لم ولن تُنال..
وكعادتِهِ أبي لم ينتظرْني..
واستقرَّ بي ذاكَ الغيابْ.
• مرثية شاعر
فاجأت د. فوزية زوباري الحضور بالقصيدة “مرثية” المؤلفة من 21 بيتاً كان قد استبقاها الفقيد الشاعر لديها منذ أيار 2016، وترك عند أخته نسخة منها قبل رحيله بشهرين، وأخفى ثالثة بين أوراقه الخاصة في مكتبته المنزلية، لتستلمها زوجته وبناته بعد رحيله بأيام.. جاء في مطلعها:
وقفـت على أطلال نفسي مناشـداً ظلالي على غُصْنِ الهواء المجــــرَّح
كأنيَ من حصباء داريَ في البلى وبعـض خيــالٍ مـن خيــالي المقـرَّحِ
أُداوي لنفسـي بالنَّـــوى فترّدنــي إلـيَّ وأصبــو نحــو ذاتــي فأمَّحــي
وما زلتُ في رمسي أُسرّي ترابّهُ بأنفاسـكم حتى غد

ا من جوارحـــي
يردّدُ منكـم آيـةَ الحـبِّ تالــداً على مســمع الأحجار حولي فتستحــي

• لوعة وأنين
وردت عليها أخته الشاعرة فاطمة محمود سليطين بقصيدة عنوانها “في مهب الأنين” جاء فيها:
زأرى الردى إذ أومأت أقدار
وله اشتفت من بسمتي أظفار
خطف الذي خبأت بين أضالعي
فالتاع فجر واكفــهــر نهـــار
قلبي الذي هيأته سكنى له
شبت به عند الفراق النار
ومدامعي ضج الأنين بسكبها
كما المآقي رجّها استعبار

آخر الأخبار
أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات أول عملية وشم واسعة النطاق للخيول الأصيلة في دير الزور إدلب: في أول جولة له بالمحافظة.. وزير الاقتصاد يطَّلع على الواقع الصناعي والتجاري مرتبطة بسمعة الطبيب السوري.. كيف يمكننا الاستثمار في السياحة العلاجية