الثورة – همسة زغيب:
يشكّل رحيل الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني الدكتور علي سعيد بدوان فراغاً كبيراً في الساحة السورية، وفي الوطن العربي، كان رافداً لانطلاقة الثورة الفلسطينية في الساحة السورية، وفي مختلف محطات الثورة الفلسطينية، وكان صوتاً لكل فلسطيني.. الراحل من مواليد مخيم اليرموك بدمشق عام 1959، تعود جذور عائلته إلى أن مدينة حيفا في فلسطين.
وتكريماً لروح الكاتب والباحث والمناضل علي بدوان نظّم فرع سوريا للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين في مبنى الاتحاد حفلاً تأبينياً في ذكراه الأربعين، حضر الحفل عائلة الفقيد وأصدقاؤه ومحبّوه ونخبة من المثقفين والمهتمين بالراحل وإرثه.
بدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت على روح المناضل وشهداء فلسطين والعالم العربي، وألقى ممثل اتحاد الكتاب العرب الباحث الأرقم الزعبي كلمة الاتحاد بعنوان: “من حيفا إلى دمشق”، تحدّث فيها عن العلاقة التاريخية التي تربطه بالراحل، ثم ألقى الباحث نزار حميد كلمة فرع سوريا للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، مشيرا إلى دور الراحل في إعادة هيكلة الاتحاد وحرصه على تفعيله على أساس مهنية ووطنية، ثم قدم الناقد أحمد هلال كلمة أصدقاء الراحل وأضاء على بعض المواقف الإنسانية التي تجمعه بالراحل والعلاقة الإنسانية التي تربط بينهما.
وألقى شقيق الفقيد خالد بدوان كلمة العائلة شكر فيها كل من شارك وحضر من أجل ذكرى الراحل وكانت مفعمة بالمشاعر الدافئة وتركت أثراً عميقاً بالحضور، وأما فادي شاهين “ابن أخت الراحل” قرأ خاطرة وجدانية كتبتها أخت الراحل في ذكراه الأربعين، كما وجّهت ابنة الراحل “جوان” رسالة إلى والدها الراحل مليئة بالمشاعر الإنسانية المؤثرة.
بعد ذلك قدّم بعض الكتاب والمحبين للراحل شهادات إنسانية ركّزت على البعدين الثقافي الوطني والإنساني في مسيرة الراحل، ومن أبرز تلك الشهادات ما قدمه الناشط الاجتماعي والتربوي وليد الكردي، ومدير تحرير مجلة الهدف محمد أبو شريفة، والشاعر رضوان قاسم، والباحث والكاتب عبد الفتاح إدريس، والروائي والقاص عوض سعود عوض، والدكتور حيدر حمادي، والباحث أبو نضال رفاعي، والروائي أيمن الحسن، والدكتور الناقد ثائر عودة.
وعبّرت كل الشهادات عن دور الراحل في المشهد الثقافي الفلسطيني وحرصه على تفكيك السردية الصهيونية وتعزيز الوعي الأصيل تجاه الحق الفلسطيني الثابت.
أبدى الحضور تفاعلهم وعبّروا عن وفائهم للراحل من خلال استذكار مسيرة حياته النضالية الزاخمة بالعمل الوطني، إذ كان قلمه رصاصة صارخة لم تهدأ حتى آخر يوم في حياته، وكان عمله الدؤوب لفلسطين ومن أجل فلسطين.
غادرنا المناضل علي بدوان جسداً لكنه بقي حياً في القلوب، فقد سقط جسده ولم يسقط فكره، كما قال الشهيد غسان كنفاني، فهذا جسد آخر يسقط ونرث فكره لتبقى مسيرته النضالية مستمرة وشعلة متقدة للأجيال القادمة.