الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
رسائل ومضامين سياسية بمعانٍ كبيرة وعميقة عبَّر عنها السيد الرئيس بشار الأسد في كلمته بعد القسم لولاية دستورية رئاسية جديدة.
من هذه الرسائل السياسية قوله: “كانت وقفتكم بالنسبة لكل عدو صدمة، ولكل خائن عِبرة، فقد أرادوها فوضى تحرق وطننا فكان أن خرج من رحم انتظامكم للدفاع عن الوطن ترياق يبطل زيفهم ويقوض أهدافهم”.
من هنا أكد الرئيس الأسد أن وقوف الشعب العربي السوري إلى جانب وطنه وانتمائه لأرضه جسَّد أسمى معاني المقاومة والدفاع عن الحقوق ضد كل أشكال الإرهاب عندما تحدى السوريون من كل أطيافهم هذا الكم الهائل من المخططات العدوانية، وقدم نماذج في التضحية والفداء من أجل الانتصار في معركة وجوده وثباته في أرضه، والتي تشكل معركة الحياة وتجلياتها.
فالعدو لم يتخيل أن يخسر رهاناته أو يفشل في حساباته، وهو الذي خطط ونفذ وجنّد ودفع مليارات وآلاف المليارات من الدولارات والأموال وأطنان الأسلحة للإرهابيين، وسيّس الإعلام ودفع بالتضليل لقلب الحقائق في سورية والنيل من الشعب السوري، إلا أن هذا الشعب كان له القول الفصل في تحديد بوصلته، وأثبت أنه شعب لا يستكين أو يستسلم بل عنوانه وشعاره “وطن- شرف – إخلاص” متخذاً من شعار جيشه العربي السوري الذي يحتفل هذه الأيام بعيده الـ 76، القوة التي يستمد منها عزيمته على مواجهة ومكافحة الإرهاب، ورفع راية الوطن عالياً، بحيث لم يسمح لرعاع ومرتزقة وفاسدي أخلاق وعديمي إنسانية أن يدنسوا تراب الأرض السورية المقدسة.
ولذلك كان هذا التمترس بالدفاع عن الوطن صدمة للعدو كما أكد الرئيس الأسد، وعِبرة لكل خائن، لأن أولئك الخونة الذين اجتروا أموال البترودولار ظهروا على حقيقتهم، وبانت نياتهم بعد أن باعوا وطنهم بالرخيص، فكانوا رخيصين مهزومين متساقطين أولاً أمام جبروت الشعب العربي السوري قبل أن يتساقطوا أمام من اشتراهم من دعاة الحرب عندما تخلوا عنهم وباعوهم وكشفوا أوراقهم وتوالت فضائحهم وانكشفت عوراتهم السياسية وتوجهاتهم اللا وطنية.
لقد كانت إرادة شعبنا في التحدي لحماية الوطن وصون قراره واستقلاله هو عنوان المرحلة، وهذا ما تجلى بمواجهة حالات الفوضى التي رافقت تفاصيل الحرب، التي كان هدفها اقتلاع سورية من جذورها الوطنية والعروبية، وإقصاء حالة الانتماء إلى غير رجعة، لكن الوعي الشعبي لما حيك ضده من عمليات تقسيم وحصار وتجويع وتعطيش، كان أكبر وأعمق من أن ينال منه أو يقتلعه من جذوره وهويته، وهذا ما تجلى في اتجاهات سورية بتكاتف أبنائها إلى جانب جيشها وقيادتها في إدارة دفة المعركة السياسية والميدانية، فنجحت هذه الثلاثية في كشف ما سوق له الغرب من عمليات أوهام وتضليل وزيف وخداع، وحطمت المشاريع العدوانية والإرهابية عبر تكاتف وتلاحم أسطوري، استطاعت من خلاله هذه الثلاثية إنجاز وتطهير الكثير من الأراضي السورية من الإرهابيين، وربح المعركة التي قلبت الموازين رأساً على عقب.
هي رسائل قوة وتأكيد بأن الشعب السوري قادر بإرادته وعنفوانه أن يفرض معادلته على العدو، وأن يطرد الغزاة والطامعين أياً كانت وسائل إجرامهم ما دامت دماء الوطن تجري في عروقه.
