الثورة أون لاين -غصون سليمان :
تبكي الطبيعة كما البشر ،وتثكل خصوصيتها كما الأمهات، فلها بْْعد المدى وقوانين البقاء ،إنها الوعاء المتفرد بألوان الإبداع ، لتثتأثر عرش الجمال.
تفرد بساطها المطعم دون ملل..وتجدٌد شبابها بأعجوبة القدر ..
تمدك بالطاقة ، وتعطيك من لغة الأدب كل محفزات الصورة والمشهد ،لاتنتظر ريشتك لترسمها ،ولا لوحاتك لتعرضها ،ولاصياغتك لتعرفها ،فهي الملهمة لكل طقوس الحياة .
تمنحك عبير الود ، تسمعك بامتنان ،دون أن تشي بك أو عليك ،تمنحك عصب السرور، وتخطف من داخلك طلاسم الخوف والكآبة .
هي الطبيعة السورية الجميلة ،عروسة الأحلام والمنتزهات ،سيدة الحب بلا منازع، والرواق بلا قيود ..
تأسرك بسهولها وجبالها، بهضابها وبيدائها، يغازلك بحرها الرقيب وسماؤها الملهمة ، تتفقدك نجوم زهرها وبدر تمامها وشمس عافيتها،
تؤنسك في كل زمان ومكان ،تهبك استقرار النفس وهدأة الفؤاد .
هي الطبيعة السورية التي قيٌدها أغبياء العصر ،ورجموا رحمها العذري بسواد قلوبهم المريضة .. شوهوا وجهها الجميل ، بعدما حرقوا ثوبها المزركش.وأبادوا تنوعها الحيوي بجرائم منظمة ومفتعلة ..هجٌروا مخلوقاتها البرية ،وعدموا نباتاتها الطبية، وأزاهيرها الوردية .
سرقت وحشية البشر لون ربيعها وعصفت همجية السلوك بإيقاع وزنها ،فغدا السواد حالك اللحظة ،حاضر المساحة ،بما يعمي الناظرين ..
فويل لكل من قهر مرآة طبيعتنا وهي تنازع بين الحياة والموت ،كما الجنين وحبل سرٌة الأم .