حين تقطع المقاومة الشعبية أذرع أمريكا في المنطقة

الثورة أون لاين – هلال عون:
في سورية ولبنان والعراق واليمن، ندفع كمقاومين الدم، وننتصر في الميدان العسكري على أمريكا و«إسرائيل» وذيولهما في العالم، وعملائهما في المنطقة..
ولكن أمريكا وذيولها وعملاءها يمنعون إنهاء الحرب على هذه الدول، وبالتالي يمنعون إعلان النصر الكامل، والتفرغ لإعادة البناء بكافة أشكاله، معتمدين في استمرار الحرب على العملاء والمأجورين في داخل هذه الدول.. أي أن الأعداء مرتاحون لأنهم لا يحاربون بجنودهم، ولا يخسرون بشرياً ومادياً، بل يتم دفع تكاليف الحرب من قبل دول النفط العميلة..
ففي الشمال السوري، حيث أدخل أردوغان عدة آلاف من جنوده الغزاة، فهو يعتمد في بقائهم داخل الأراضي السورية على الإرهابيين السوريين والعرب والأجانب هناك، ويستقوي بهم.. ولا يعتمد في البقاء على جنوده بالمطلق، بل على المرتزقة، ولو كانت المعارك بين الجيش العربي السوري وجنود أردوغان لانسحب مباشرة أو لسقط حكمه خلال بضعة أيام مع عودة مئات الجنود والضباط الأتراك جثثاً هامدة إلى ذويهم، لأنهم لا يخوضون حرباً عادلة، ولا يدافعون عن الأراضي التركية، وسيتساءل الأتراك: لماذا يموت جنودنا في سورية.
والأمر ذاته ينطبق على الأرض السورية المحتلة أمريكيا شرق الفرات، حيث يتكئ الأمريكي في احتلاله على عملائه من (قسد)..
ولا يمكن له أن يبقى ساعة واحدة – لولا العملاء – في تلك المنطقة إلا إذا استقدم عشرات الآلاف من جنوده وضباطه، بالإضافة إلى كافة صنوف الأسلحة ليحافظ على الأرض التي يحتلها.. واستقدامه لعشرات الآلاف من جنوده غير ممكن، لأنه غير مجدٍ، بل هو انتحار لهم، وهو يعرف ذلك من خلال تجربته القاسية والمريرة في العراق إثر حرب عام 2003.
كذلك الأمر في اليمن، فإن حلف العدوان يعتمد في استمرار حربه، واحتلاله لأراض يمنية، ونهب ثرواتها على العملاء والتيارات التكفيرية، والجماعات والأحزاب الدينية المتطرفة كالإخوان المسلمين وبقايا داعش..
ويستمر حلف العدوان بالحرب تحت ذريعة إعادة الشرعية لعبد ربه منصور هادي الذي أطاح به الشعب اليمني، وبات خائناً بجميع الأعراف والشرائع والقوانين الدولية، لأنه يتحالف مع الأجنبي في الحرب على أبناء شعبه اليمني الذي ينشد الاستقلال، ويرفض التبعية لأمريكا و«إسرائيل»، ولمن يدور في فلكهما.
ورغم يقين حلف العدوان بقيادة أمريكا بهزيمته في حربه على اليمن التي دخلت عامها السادس، إلا أنه يستمر في الحرب إلى أقصى مدى زمنيٍّ ممكن، ليستمر القتل والموت والخراب والدمار، وليمنع الشعب اليمني من التفرغ لإعادة بناء وتنمية اليمن، لأن ذلك سيقف عائقا في تحقيق سيطرتهم على ثرواته الواعدة وعلى طرق التجارة البحرية.
أما في العراق ولبنان، فلا توجد حالياً حرب عسكرية من قبل أمريكا، ولكن توجد أحزاب وشخصيات عميلة تتكفل بتنفيذ سياسة أمريكا الهادفة إلى نشر الفوضى، وعدم الاستقرار، وإضعاف البلدين، من خلال مواجهة الأحزاب والتيارات الوطنية والعروبية المقاومة، بالاعتماد على تعزيز وتجذير نظام المحاصصة السياسية الطائفية البغيض الذي يتيح لأمريكا دوام التدخل في البلدين ورسم السياسة التي تناسبها ومنع قيام دولة موحدة قوية.
وبناءً على العرض السابق لواقعنا، لا بد من طرح السؤال التالي: ما هو الحل؟.. وكيف يمكننا منع أمريكا من استمرار التلاعب بواقعنا؟.. وكيف يمكننا إعلان النصر في حربنا التي ربحناها ميدانيا ، لنتفرغ لإعادة البناء والتنمية؟.
تبدو الإجابة على هذه التساؤلات السابقة صعبة ومعقدة، بسبب تعدد جبهات الأعداء داخليا وخارجيا.. ولكن إذا ركزنا على دور العملاء، وعلى أنهم أذرع أمريكا، ورأس حربتها في صدورنا، وبهم، ومن خلالهم يتم قتلنا وتدمير بلداننا، إذا ركّزنا على ذلك تبدو الإجابة على التساؤلات أقل صعوبة..
ويبدو جلياً وواضحاً أن قطع أذرع الوحش الأمريكي داخل بلداننا هو أسهل الحلول، لأنه سيشل قدرة أمريكا وتأثيرها داخل بلداننا.
وهذا لا يعني أنه يجب قتل كل من يحارب لمصلحة أمريكا من أبناء جلدتنا داخل بلداننا، بل إن قتل قياداتهم أو إلقاء القبض عليها ومحاكمتهم وفق القوانين، وزجهم في السجون يكفي لتشتت الرعاع والقطعان التابعين لهم.
ولتبسيط الأمر أكثر يمكن طرح مثالين بسيطين..
المثال الأول: هو الطريقة التي تعامل فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المعارضة الروسية المدعومة من أمريكا والغرب، من أمثال “ميخائيل خودوركوفسكي” و”اليكسي نافالني” اللذين ، ما إن وضعهما في السجن حتى انفرط جمع أتباعهما من المنخرطين في مشروع الفوضى الأمريكية داخل روسيا.
المثال الثاني: إصدار بوتين قراراً بمنع جميع المعارضين المتعاملين مع الخارج وأتباعهم من الترشح لأي انتخابات تجري في روسيا.
إن ذلك بلا شك قطع أذرع أمريكا، ومنعها من إحداث الفوضى داخل روسيا.
وهذا ما يجب أن ننفذه في سورية تجاه من يُسمون أنفسهم معارضين سوريين، ويتعاملون مع الخارج.. فما بالنا مع متزعمي الإرهابيين المسلحين الذين لم يسلموا جميع أسلحتهم للدولة، ويمارسون القتل ضد العسكريين والمدنيين؟!.

آخر الأخبار
الأدفنتست" تعلن بدء مشروع "تعزيز سبل العيش" في درعا "تاريخ كفر بطنا ".. خربوطلي : من أقبية الفروع الأمنية بدأت رحلتي  نيويورك تايمز: المقاتلون الأجانب بين تقدير الثورة ومخاوف الغرب سوريا تستعد للعودة إلى نظام "سويفت" بعد عزلتها المالية مفوضية اللاجئين تُعلن وقف دعم اللاجئين السوريين في لبنان الخير يعم بصفاء النفوس أجواء العيد.. إشراقة فرح تتحدى الظروف الوزيرة قبوات عن حادثة حماة: حماية الطفل مسؤولية وواجب وطني العيد قيمة روحية وإنسانية شكوى طبيبة في حلب تُقابل بتحقيق مسؤول واستجابة فورية حلب.. توثيق العلاقات بين المدن السورية واليونانية تعنيف طفل على يد قريب في حماة يفتح ملف العنف الأسري الداخلية السورية تُنظّم زيارات للموقوفين وتُخفف معاناة الأسر مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا