عائد إلى الحياة ..

أستميحه العذر .. كل من يقرأ هذا العنوان وبالتالي المادة الصحفية التي تتبعه ..

أولاً لما فيها من جوانب شخصية ..

وثانياً لأنني لم أكن ميتاً ..

وبالتالي أنا عائد للحياة من الحياة .. وليس حزني الشديد على أخي الراحل غسان.. موتاً.. رغم حدة الآلام .. لكنه جعلني أتوقف عن الكتابة بضعة أسابيع .. وألا أكتب فهذا يعني بشكل ما أنني أواجه موتاً ما ..

للصدق لم يكن توقفي الكامل عن الكتابة في الأسابيع الأخيرة المظهر الوحيد لتهديد الموت الذي يعنيه، بالنسبة لي التوقف عن الكتابة .. فأنا غير راض عن نفسي منذ ما يقرب من عشر سنين مضت .. فقد كثرت المشاريع والمخطوطات وقل الإنتاج .. ولا يحق لي أبداً أن أدعي أن الظروف التي أمر فيها مع بلدي وشعبي هي السبب!.

لو فعلت .. لوضعت نفسي مع أولئك الذي يحملون الكوارث والمآسي التي مرّ ويمر فيها بلدنا .. السبب الوحيد لتردي حالتنا وحياتنا!.

يميناً أن ذلك غير صحيح بالنسبة لي ولا بالنسبة لهم ..

فما يطلبه زمن الشد .. هو الشد .. وليس التراخي .. ومن باب أولى ليس الادعاء أن الظروف صعبة … وتعليق المآسي التي نصنعها بأيدينا على مشاجب الحالة الصعبة التي وصلناها في هذا البلد ..

كان وكنا … وما زال بمقدورنا أن نفعل أكثر .. ونخفف من آلامنا التي وضعتنا في حالة الموت تقريباً .. فدعونا نعد للحياة نواجه كوارثها ونعمل بمقتضى ظروفها .. ولنكف عن البكاء والادعاء ..

فهل ثمة أمل ..

أنا سأحاول العودة للحياة ..

معاً على الطريق – أسعد عبود