وسط حر شديد أواخر تموز وبداية شهر آب، تفاقم غياب التيار الكهربائي في عموم الأراضي السورية، وثمة مناطق أمضت اغلب النهار من دون كهرباء، وهي مطلوبة في مثل هذا الحر الشديد للتبريد (مراوح- مكيفات – برادات)، وتعتمد عليها مراكز كثيرة لمياه الشرب في الضخ من الآبار أو الخزانات، وبالتالي فإن غياب الكهرباء يعني، في مناطق معينة، عدم وصول مياه الشرب والغسيل والاغتسال الى البيوت والمحال والورش والمؤسسات ….الخ .
ومن الواضح أن السبب موضوعي -بحت-: نقص في كميات الغاز المطلوبة لتشغيل المحطات، وقدم المحطات، ما يجعل أغلبها بحاجة الى الصيانة، وعدم توفر قطع التبديل الأساسية بسبب الحصار الأميركي الغربي الجائر على سورية.
ولقد سرني أنه في مواجهة من يصبون الزيت على نيران المعاناة السورية -المعيشية- ويشككون بالأعذار، ويتفننون في اختراع الأكاذيب والافتراءات، أن قامت عدة وسائل إعلامية سورية مقروءة ومرئية، عامة وخاصة، بمتابعة ميدانية لحال محطتين كبيرتين في محافظة ريف دمشق هما: محطة دير علي ومحطة تشرين. وجرى في سياق تلك المتابعة تصوير واقع العمل في الحر الشديد والإصغاء للفنيين، وقد أضاءت هذه المتابعة بميدانيتها المطلقة، حقيقة ساطعة، تدحض الإشاعات، وتضيء حجم الجهود المضنية التي يضطلع بها عمال المحطات البخارية والحرارية المتخصصة بتوليد الكهرباء في سورية، لجهة التشغيل الخطر والصيانة الدائمة، على الرغم من عدم توافر قطع التبديل……!! ومرة ثانية بسبب الحرب على سورية والحصار الأمريكي الظالم.
وكان مهماً جداً أن ترافقت هذه المتابعة الميدانية، مع قيام وسائلنا الإعلامية ذاتها عبر مراسليها في حلب واللاذقية، برصد وصول تجهيزات مهمة إلى محطة حلب (وهي أكبر محطة سورية لتوليد الكهرباء، كانت تنتج ألف ميغا واط ، قبل أن يدمرها الاٍرهاب)، وسوف تستخدم هذه التجهيزات في استكمال إعادة تأهيل مجموعتين لتوليد الكهرباء في تلك المحطة بطاقة ٤٠٠ميغا تنجز الأولى في نهاية هذا العام والثانية في الربع الأول من العام القادم، كذلك وصول محولات وقواطع من جمهورية إيران الإسلامية لمحطة (الرستين )الغازية الجديدة في اللاذقية، المصممة لإنتاج ٥٧٥ ميغا في المرحلة الأولى، ووصلت نسبة الإنجاز فيها إلى ٥٠./.، ما يعني أنها تكتمل وتبدأ بالانتاج خلال عشرة الأشهر القادمة.
تبشر هذه المعطيات بتحسن ملموس لواقعنا الكهربائي بعد أربعة أشهر تقريباً ، يغتني بما سترفد به الشبكة العامة للكهرباء من طاقة جديدة متأتية من المجموعة الثانية لمحطة حلب ومحطة الرستين في اللاذقية، عروس ساحلنا التي كانت تتغذى كهربائياً بكامل احتياجاتها من محطة زيزون التي سرقها الإرهابيون من إدلب الى تركيا …!
وثمة قادم جديد خلال ستة أشهر: المحطة الكهرضوئية في مدينة عدرا الصناعية -١١٠ميغاواط – الى جانب محطة مماثلة في حسياء ومحطة أصغر في مدينة الشيخ نجار الصناعية في حلب والتوسع في التوجه نحو الشمس كمصدر دائم للكهرباء من دون إيذاء للبيئة، إذ ينجم عن حرق طن واحد من الفيول ٣ أطنان من غاز الدفيئة (co2ثاني أوكسيد الكربون) الغاز الأسود كريه الرائحة الذي لا يغادر الغلاف الجوي للأرض ويساهم في رفع درجات الحرارة .
الغد الكهربائي أفضل، ولعل ذلك يفرحنا كمواطنين نريد الكهرباء للإنتاج والإنارة والتبريد، لكنه بالتأكيد، يزعج ويقهر، من يتفانون في السعي إلى خنق الشعب السوري وهم تحديداً النظام الأميركي الجائر وأتباعه من إسرائيليين وأتراك وغربيين وعربان، ولقد أخفقوا وسيخفقون في هذا السعي، والوقائع السابقة خير دليل.
أروقة محلية – ميشيل خياط