الملحق الثقافي: ميثاء محمود:
الثقافة هي جزءٌ طبيعيّ من كوننا بشراً، ونتاج ثقافات عديدة وعاداتٍ متوارثة، وهي التي تمكّننا من التقدم والتطوّر، والتفاعل مع المجتمعات والحضارات الأخرى.. نتفاعل معها، فنفهم ثقافاتها وعاداتها التي إما أن نتقبّلها، وإما أن نرفضها، وقد نواجهها ونحاول ما استطعنا الابتعاد عنها، وعدم التعاطي معها، ولاسيما تلك التي لا تتماشى مع قيم وأخلاق وثقافة مجتمعنا.
هذا ما نحتاج لأن نفعله حالياً، مع ثقافاتٍ سعت ولا تزال، للعبِ الدور الأخطر في ظلّ ما نعيشه من اضطراباتٍ وأزمات. نحتاج أن نفعل ذلك، بكلّ ما نملك من إيمانٍ بضرورة مواجهة كلّ ما يسعى إلى سلخنا عن وجودنا وإرثنا، موغل القدم في التاريخ الذي يشهد على العطاء الفكري والفنّي والثقافي السوري..
نعم، ندعو إلى الحوار والتواصل مع الآخر، لكنه الحوار الذي تتواصل وتتكامل فيه ثقافتنا مع ثقافته، دون أن تسعى ثقافته هذه، للهيمنة والتأثير على مجتمعنا، أو حتى تفريغنا من وعينا وقيمتنا.
إنه ما يجعل من غير المقبول أبداً، التجاوب وقبول ما يخالف ثوابتنا، ولاسيما تلك التي تتعلق بالهوية والانتماء والجذور والتاريخ والحضارة، وهم ما حاول أعداؤنا سلخنا عنهم، عن طريق سمومهم الفكرية التي مُرّر أغلبها عبر وسائل الاتصال المبرمجة والهادفة، إلى غسلِ العقول، وتخدير الوعي وإفقادهُ جدواهُ ودوره.
كلّ هذا، يتطلّب منا العمل على تطوير أنفسنا وأفكارنا، واحترام ذاتنا وثقافتنا، وتوسيع معارفنا وتهذيبها، بطريقةٍ تجعلها شاملة وبنّاءة وآمنة، من أيّ ثقافةٍ قد تغزوها، بل من حربُ النظام العالمي الجديد، التي لم يعتبرها الباحث البريطاني “دافيد إيك” حربٌ ماديّة، بل حرب ذهنيّة، نفسيّة، ثقافيّة، وهي حربٌ حديثة قال عنها: “إنها ببساطة العبودية المتخفّية في ثوبِ الديمقراطية، تنقلبُ على الروح البشرية”.
التاريخ: الثلاثاء 17- 8- 2020
رقم العدد: 1059