لأننا بأمس الحاجة إلى رؤية في الإعلام الذي يجب أن يواكب المرحلة القادمة، ولأننا نعيش عيد الصحافة السورية ونحتفي بها لن نمل الكتابة عن الإعلام ولاسيما أنه جسر بين المواطن والمسؤول وهو بوصلة الغد أيضاً وهو الذي دعا السيد الرئيس بشار الأسد إلى تفعيله والاهتمام به عندما قال: دور الإعلام يتمثل في أن يكون جسراً بين المواطن والمسؤول، إن لم يدخل الإعلام في طرح الحلول لن يجد لنفسه موقعاً بين المواطنين….
نعم.. ليس الاحتفاء بعيد الصحافة السورية وليد اليوم وإنما هو حصيلة عشرات السنين من الجهد المبذول كتابة وإبداعاً تلفزيونياً وإذاعياً.. فالصحافة السورية عبر التاريخ كانت ولاتزال المنبر الحقيقي الذي يدافع عن قضايا المواطنين والمجتمع بأكمله.
هذه الذكرى الكبيرة في مضامينها والتي تحمل في طياتها الكثير من معاني القوة والقدرة على التغيير تستحق الوقوف عندها، ففي الحرب الإرهابية على سورية مثلاً كان الإعلام حلقة مهمة من حلقات مواجهة ومحاربة وكشف مظاهر كذب وتلفيق الإعلام الخارجي الذي أراد خلق التفكك وزرع الفتنة بين أبناء المجتمع السوري.
كان الإعلام هو المرآة التي تعكس هموم المواطن، واجه إمبراطوريات إعلامية ضخمة، وفي المقابل لعب الصحفيون دوراً مهماً في الدفاع عن الوطن والوقوف إلى جانب رجال الجيش العربي السوري في تغطيتهم لأعتى وأشرس المعارك ضد الإرهاب فمنهم من كان جريحاً ومنهم من ارتقى شهيداً.
لاشك في أن للإعلام دوراً كبيراً في أي خطوات تتخذها الحكومات سواء اقتصادية، سياسية، عسكرية، ثقافية، فمن يتابع عمل الإعلام يدرك أن الكثير من القضايا المهمة بالنسبة للمواطنين قد توجهت إلى مكانها الصحيح بفضل الإعلام ومتابعته لأدق التفاصيل…
لاننكر أنه في ظل التطور التكنولوجي الحاصل أصبح العالم قرية صغيرة، وأصبحت المعلومات تأتينا من كل حدب وصوب، لكن في المقابل ثمة استراتيجيات وتحولات عَمل عليها الإعلام السوري وكوادره جعلت منه إعلام حقيقة ومصداقية وخصوصاً أنه حتى اللحظة هناك الكثير من القنوات ووسائل الإعلام تلعب دوراً كبيراً في تحريف وتزوير الحقائق بحق المواطنين.
من هنا علينا دائماً أن نكتب عنه وبه ونعمل على تطويره، وفي عيده يحق لنا أن نفخر ونعتز بما قدمه الصحفيون السوريون، فهم بحق كانوا المدافعين عن وحدة التراب السوري، وكانوا مثال الشرف والإباء في عملهم الذي لم يخلُ من المخاطر يوماً في سبيل كرامة سورية وعزتها.
رؤية -عمار النعمة