مستنقعات أميركا

 

 

هو نظام الإرهاب الأمريكي يتعرى على الملأ، ويفضح نفسه بنفسه، وإن كان هذه المرة عبر البوابة الأفغانية، فالمشهد في كابول يشي بالكثير، حركة السّير التي كانت باتّجاه واحد، وتحديداً إلى المَطار بحثاً عن طائرة للفَرار إلى الخارج تضع النقاط على الحروف، وحالة النكران والرمي المتعمد لعملاء أمريكا على الأرض الأفغانية حسمت الموقف، وأكدت المؤكد، بأن واشنطن لا يهمها مصير أدواتها ومن يخدم أجنداتها، بل هم أول من يتم التضحية والتخلي عنهم، وتركهم على قارعة الطريق.

الانسحاب الأميركي بهذه الصورة المذلة من أفغانستان أثار سلسلة من التساؤلات، بل وضع العديد من إشارات التعجب، فأمريكا هزمت في أفغانستان، أجل هزمت وكانت هزيمتها نكراء، 20 عاماً احتلت أفغانستان فماذا كانت التكلفة؟!ّ، بل ماذا يعني التريليونين ونِصف التّريليون دولار و3500 جندي أميركي الذين قتلوا في أفغانستان بينما جُرح أكثر من 20 ألفاً آخرين، إلى جانب مقتل أكثر من 450 بريطانياً والمئات من الجنسيات الأخرى، وإذا لم تكن هذه الإحصائيات، وبلغة الأرقام دليلاً على الفشل الأمريكي المدوي، فعلى ماذا تدل إذاً؟!.

الأمر الذي نتفق عليه جميعاً هو أن نظام الترويع الأمريكي لم يجلب يوماً إلا الخراب والدمار أينما حل ووطئت أقدامه، وأينما وجّه أنظاره الاستعمارية، وأن كل الشعارات الإنسانية التي لطالما كان يتشدق بها لم تكن إلا ستاراً يتلطى بها، لتوصله إلى مآربه الدونية القذرة. من أفغانستان، إلى العراق، إلى ليبيا، إلى اليمن، إلى سورية،أصابع أمريكا الملطخة بدماء الأبرياء تتضح أكثر فأكثر، قد يكون القادم أسوأ، وقد تكون المنطقة على موعد مع صفيح ساخن، بانتظار ما يتفتق به العقل الإجرامي الأمريكي من تشكيل تنظيم إرهابي جديد على شاكلة طالبان، أو القاعدة، أو داعش، أو ربما خليط من هذا وذاك، وكالعادة لن نستغرب الموقف الأممي الذي يكتفي باللطم والندب، وبتوجيه النصائح المجانية، والتي كانت هذه المرة على لسان غوتيريش، والتي لا تغني ولا تسمن من جوع، وقيمتها والصفر واحد.

صحيح أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة لم تجلب إلا الموت لكل الشعوب، ولكن المؤكد لنا أيضاً أن كل مشاريع أمريكا وأجنداتها لم ترَ النور على الإطلاق، حيث كان الفشل قدرها الأبدي، لطالما كانت ولا تزال تصطدم بإرادة الشعوب الحرة، وبرفضها للركوع أو الإذعان، فالمحتل الأمريكي أينما وجد إلى زوال، ، وإن نطح رأسه المليء بالأوهام بجدران تخاريفه اللا أخلاقية، واللا إنسانية، واللا قانونية، واللا شرعية، ليس مرة فحسب، وإنما مليارات المرات.

 

حدث وتعليق -ريم صالح

 

آخر الأخبار
ويتكوف: الأوضاع في سوريا في طريق التسوية بالفعل "التعويم المدار" يحد من التأثيرات السلبية للضغوط الاقتصادية إلى متى العجز عن تأمين السيولة وتزويد المصارف بالكاش..!؟ حرائق الساحل.. حكايات تروى للمرة الأولى استقرار الليرة.. أحد أبرز الفوائد في ضخ الاستثمارات الأجنبية لقاء باريس.. بين الرمزية السياسية والتعقيدات الأمنية العاصفة العيش المشترك ضرورة للتعافي.. سوريا لا تنهض إلا بوحدة أبنائها الشائعات".. سموم في جسد الوطن المحامي جميل خربوطلي: تفنيدها أمام الجمهور كي لا يقع فريستها تعاون سوري - سعودي في مجال الطاقة المتجددة والحوكمة الإدارية القيم الفطرية.. وانعكاسها على النفس والمجتمع قراءة الكتب المطبوعة.. هل ودعها جيل الشباب؟ جنبلاط ينتقد محاولات الهجري الاستفراد بالقرار في السويداء الاتصالات المقطوعة تُعيق التعافي في إدلب.. مطالب بإعادة تأهيل الشبكات وتوسيع التغطية عودة الطلاب المهجرين يفسح المجال أمام الدروس الخصوصية والدورات التعليمية جهود إعادة إعمار المساجد في إدلب.. خطة لتأهيل دور العبادة المتضررة "أطباء بلا حدود": نوسّع تدخلاتنا في سوريا استجابة لاحتياجات متزايدة  حصرية: الاستثمارات السعودية ستنعكس مباشرة على سعر الصرف  ماكرون يبحث مع الرئيس الشرع ملف الجنوب ويشدد على استئناف الحوار بين الحكومة و"قسد"  وزير الداخلية يبحث مع المحافظين سبل تعزيز الأمن والاستقرار في ظل التحديات الراهنة اتفاق سوري سعودي لتأهيل الكوادر وتحديث قطاع الإسمنت في سوريا