الثورة أون لاين- محمود ديبو
ليس جديداً أن يقول المعنيون إن الاهتمام والأولوية في هذه المرحلة يتجه نحو تحسين الواقع المعيشي للمواطنين الأقل دخلاً وإيصال الدعم لمستحقيه من الشرائح الاجتماعية الأضعف والتي هي بأمس الحاجة لهذا الدعم.
كما أنه ليس بجديد أن يجري التأكيد على تفعيل دور (السورية للتجارة) في التأثير بالأسواق المحلية من خلال كسر الأسعار وحلقات الاحتكار والوسطاء وغيرهم.. وإيصالها لأن تكون الملاذ الحقيقي للمواطنين بمختلف شرائحهم بعيداً عن ما تشهده أسواقنا المحلية من تقلبات في الأسعار وغيرها من مشاهد الغش والتدليس و…
ولعل الأهم في كل سبق الاهتمام المنتظر بخصوص واقع رغيف الخبز الذي بات الشغل الشاغل للمواطنين بعد مجموعة الإجراءات التي تم اتخاذها سواء في التوطين، أو إعادة تحديد الكميات المخصصة للأسر وصولاً إلى الازدحام على الأفران ومشاهد الباعة الذين يصولون ويجولون أمام الأفران بكل حرية دون أن يكون هناك أي إجراء رادع لإيقاف هذا النزيف المستمر للدعم الذي تقدمه الدولة لرغيف الخبز.
هي حزمة متكاملة من التطلعات التي من المنتظر أن يعاد تصويبها وترتيب آلياتها مجدداً لتعطي النتائج الصحيحة التي ينتظرها المواطنون في وقت تسارع فيه قوى السوق بمناسبة وبغير مناسبة، لاستغلال المستهلك بعد أن استطاعت على مدى السنوات الماضية أن تضبط إيقاع السوق على وقع رغباتها وتطلعاتها المرتبطة بتحقيق أرباح خيالية، فيما البلد يواجه حزمة عريضة من الحصار الاقتصادي والعقوبات الجائرة التي فرضتها دول الغرب المتصهين وسعت من خلالها لتحقيق مآربها الخبيثة.
إن مثل هذا الظرف لا تحتمل أن يكون هناك مواطن خاسر ومواطن رابح، فالجميع الآن في سلة واحدة وعلينا أن نضع كل الجهود لمواجهة التحديات الخارجية ونذللها لا أن تكون غطاءً للبعض ممن اعتاد استغلال الظروف لتحقيق مصالحه الخاصة.