الثورة أون لاين – حلب سهى درويش – حسن العجيلي:
تفاؤل كبير يبديه أبناء مدينة حلب بإعادة افتتاح خان الحرير وساحة الفستق ضمن سلسلة إعادة ترميم وافتتاح أسواق حلب القديمة لما تمثله من قيمة حضارية واقتصادية وثقافية ارتبط بأذهان أبناء حلب أولاً وكل من زارها ثانياً.
ليالي المدينة التي شهدت إعادة افتتاح هذين الموقعين الاقتصاديين والتراثيين وما رافقهما من فعاليات اقتصادية وثقافية وفنية أعادت للأذهان الحراك الذي كانت تشهده هذه الأسواق القديمة قبل الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية، مع تأكيد من مختلف الفعاليات على ضرورة الاستمرار بأعمال الترميم، وإعادة افتتاح السواق القديمة في حلب.
الرئيس التنفيذي للأمانة السورية للتنمية شادي الألشي وعلى هامش افتتاح الأسواق قال في تصريح “للثورة”: إن الأمانة السورية للتنمية عملت على إعادة تأهيل وترميم سوقي خان الحرير والسقطية وساحة الفستق رغم كل الخراب والدمار، لأهمية سوق خان الحرير وساحة الفستق اللذين يشكلان أحد المداخل الأساسية للشارع المستقيم والأسواق في المدينة القديمة، وتم إنجازهما بالتعاون مع المجتمع المحلي، والمشاركة مع المؤسسات والمنظمات غير الحكومية والفعاليات الاقتصادية والجهات الرسمية.
وأضاف الألشي أن الأمانة السورية للتنمية يهمها الجانب اللامادي بعودة أصحاب المحلات التجارية إلى مهنهم القديمة، وممارسة حرفهم وصناعاتهم وتقاليدهم كما كانت قبل الحرب، وستتم مواصلة العمل على ترميم باقي الأسواق كاستراتيجية يعمل عليها أبناء حلب لرسم نمط أولويات لاستعادة الأسواق لهويتها ونشاطها.
بدوره مدير مؤسسة الآغا خان للثقافة الدكتور علي اسماعيل قال: إن عمل المؤسسة هو التركيز على العمق الاقتصادي الذي من خلاله يتم النفوذ إلى الأبعاد المجتمعية وترجمة الأمل من خلال العمل.
وأشار الدكتور إسماعيل أن عمل المؤسسة يشكل جزءاً من عمل فريق متجانس لعدة جهات صاحبة العلاقة بإعادة الحياة لأسواق حلب القديمة ومؤسسة الآغا خان للثقافة تواصل عملها لإعادة إحياء ما تخرب، وإعطاء الأمل لأهالي المدينة القديمة ومساعدتهم وأن العمل مازال مستمراً، لافتاً إلى تأهيل المزيد من الأسواق ومنها سوقا الأحمدية والحبال ضمن منظومة عمل جماعي يساهم فيه الجميع.
من جانبه قال عامر حموي رئيس غرفة تجارة حلب: هذا افتتاح هام لأسواق حلب القديمة التي هي رمز للتجارة منذ طريق الحرير وهي أسواق معروفة عالمياً تضم أكثر من 3000 محل تجاري وسيكون لها دور كبير في إعادة دوران عجلة الإنتاج والحياة الاقتصادية في سورية بشكل عام وحلب بشكل خاص.
وأكد طلال خضير رئيس اتحاد غرف السياحة السورية أن أسواق حلب القديمة مقصد سياحي هام لكل الوافدين لحلب وخاصة للمجموعات السياحية الأوروبية التي كانت تأتي لحلب وتهتم بالتراث الثقافي، وهو ما تحويه أسواق حلب، مضيفاً بأن الترميم يساعد في إعادة الحياة الاقتصادية ومن ضمنها المجال السياحي.
وأشار الدكتور رامي عبيد مدير أوقاف حلب إلى أن عود الحياة للمدينة القديمة هي عودة الحياة لمدينة حلب، وأن الأسواق القديمة تحوي العديد من المعالم الدينية والتاريخية وأهمها المسجد الأموي الذي يعتبر درة المعالم الأثرية بحلب، وهو معلم إنساني إضافة لكونه معلماً دينياً.
أمين سر غرفة صناعة حلب المهندس محمد رأفت شماع رأى بأن إعادة تأهيل وترميم هذه الأسواق له قيمة كبيرة مادياً ومعنوياً، وغرفة الصناعة شاركت في ورشات عمل عن أهمية هذه الأسواق بدورها التاريخي والاقتصادي، ونحن كفعاليات تجارية اقتصادية وصناعية نشأنا في هذه الأسواق وتعنينا كقيمة تاريخية، تجارية، سياحية، واقتصادية ننتمي إليها، وما يهمنا الحفاظ على هذا الإرث التاريخي وصناعاتنا اليدوية والحرفية لتبقى تتوارثها الأجيال.
تصوير – جورج أورفليان