منذ سنوات بعيدة اتخذت العديد من الدول (الحدائق العامة) مكاناً لها كي تُنجز فيها نشاطات فنية ومسرحيات وأمسيات موسيقية تنعش المكان وترفده بمكونات الطابع الجمالي والحضاري.
ولايخفى على أحد أن هذه الظاهرة كانت ولاتزال محط اهتمام وتقدير نظراً لما تحمله من قيم جمالية وتطوير لايخف بريقه مع مرور الأيام… وقد شهدت تلك الحدائق أعمالاً لفنانين كانوا على مستوى العالم بفنهم وإبداعهم والأمثلة كثيرة على ذلك… لاسيما أن بعض هؤلاء التفتوا نحو الحدائق كي ينعموا بالسكون ولغرض استكشاف المزيد من تقلبات اللون والضوء والطبيعة الجاذبة.
وزارة الثقافة السورية لم تألُ جهداً في الدفاع عن هذه الظاهرة إيماناً منها بأن الفن والبيئة عنصران لا يفترقان، کل منهما يؤثر في الآخر ويتأثر به، فأبدت حراكاً مهماً في هذا الاتجاه، ففي الأمس القريب شهدت الحدائق العامة في العديد من المحافظات برنامجاً جيداً تحت عنوان (حدائق الفن) تضمن مسرحيات للأطفال وعروضاً فنية وفرقاً للرقص ..الخ.
ما يميز تلك التظاهرة أن لدينا الكثير من النشاطات الثقافية التي اعتدنا عليها والتي باتت أحياناً روتيناً حقيقياً بالنسبة للمتابعين، وظهور تلك النشاطات أو بمعنى أدق تفعيلها وتجديدها يعطي للمشهد الثقافي روحاً إبداعية جديدة تشجع الشباب وتحرضهم على تقديم كل ما بوسعهم في سبيل ثقافتنا التي نعتز بها ونفخر.
لاشك في أن الحدائق رئة المدن وأحد أبرز مظاهر جماليتها، فعندما نقدم أعمالاً إبداعية في ربوعها تبدو كمثال بارز ونموذجي للعمل الجماعي وبالتالي محط أنظار من هم داخل الحديقة أوخارجها.
من هنا نؤكد على مثل هذه الفعاليات التي من شأنها ليس فقط نقل متعة مشاهدة ما يحدث في الحديقة إلى المتلقي، بل هي لذة الاندماج والمواءمة ما بين الإبداع والمشاهد وتنمية الذوق العام، الأمر الذي يجعل الصورة تفرض حضورها أينما كانت وفي أي وقت كان.
رؤية- عمار النعمة