لمجرد أن يُذكر اسم ميليشيا “قسد” أمامنا، أو أمام أي شخص، فإن الصورة التي تتوارد إلى مخيلتنا فوراً، هي الطبيعة الإجرامية لهذا التنظيم الانفصالي، وإرهابييه العملاء، فلم يترك مرتزقة هذه الميليشيا جرماً شائناً، أو عملاً إرهابياً، أو سلوكاً غير شرعي، أو غير قانوني يؤكد عمالتهم للأمريكي وخنوعهم المطبق له إلا وارتكبوه.
“إن لم تستحِ”.. هو باختصار حال إرهابيي “قسد” اليوم، كما كان حالهم في الأمس، ونستطيع الجزم أيضاً أنه سيكون حالهم في الغد، وإلا ما الذي يمكن أن نفهمه من إرهابهم الممنهج والمنظم بحق السوريين في الأماكن التي يسطرون عليها بقوة الإرهاب والسلاح، وما معنى مداهماتهم اليومية لبيوت الأهالي في تلك المنطقة، واستيلائهم عليها بقوة السلاح؟!، بل كيف نفسر إقدامهم على خطف الشبان من الحافلات التي تقلهم، واقتيادهم إلى معسكرات التجنيد قسراً للزج بهم في صفوفهم.
النشوة وغويران في مدينة الحسكة، وأرياف مناطق ونواحي اليعربية، والقحطانية، ورميلان، والجوادية، وتل حميس بريف المحافظة، و قرية الكسار، وبلدة جديد عكيدات بريف دير الزور الشرقي، وغيرها العديد من النواحي والمناطق، كلها شاهد حي، وماثل للعيان على هول ما ترتكبه ميليشيا قسد العميلة بحق السوريين هناك، ولكن هل كانت “قسد” تتجرأ على فعل هذه الموبقات حقاً لو لم تكن مدعومة من قبل راعي الإرهاب الأمريكي، ولولا أنها الذراع الميدانية التي تنفذ أجنداته بالوكالة، والعراب الشخصي لمشاريعه الاستعمارية، والحامي المباشر لمصالحه النهبوية اللصوصية في المنطقة؟!.
صحيح أن “قسد” محمية بالضوء الأخضر الامريكي، ولكن أليست ممارساتها على الأرض، والغطاء الأمريكي الذي يحميها، ويشرعن جرائمها الإرهابية بحق السوريين، يعري المنظمة الأممية بأسرها؟!، وإلا ما معنى السكوت الدولي على كل ما يحدث؟!، أوليس ما ترتكبه تلك الميليشيا من انتهاكات صارخة، هو جريمة حرب موصوفة، وجريمة ضد الإنسانية تستحق المساءلة والمحاسبة؟!.
نستطيع الجزم أن كل المنظمات الأممية، هي مرتهنة للقرار الأميركي، تجيرها واشنطن وفق ما يناسب مصالحها ومشاريعها العدوانية فقط، وهذا ما يفسر صمت تلك المنظمات إلى حد التواطؤ إزاء كل الجرائم التي تقترفها ” قسد”، ولكن مهما تمادت تلك الميليشيا بجرائمها، فإن عمالتها للمشروع الصهيو-أميركي لن تسعفها بإطالة أمد وجودها، فدورها الوظيفي سينتهي فور اندحار مشغلها المحتل الأميركي بهمة حماة الديار، والمقاومين الشرفاء لكل غازٍ ومحتل.
حدث وتعليق- ريم صالح