الثورة أون لاين – حسين صقر:
بعد الانتشار الواسع للأمراض والأوبئة، وتهديدها بمخاطر على صحة بني البشر، بات هؤلاء أكثر حاجة للتوعية الصحية، رغم اختلاف تلك الأمراض بين البسيط والمعقد، حيث يرتبط معظمها بسلوكيات الإنسان الخاطئة في حياته وعلاقاته مع الآخرين، وعاداته وتقاليده، حيث تساهم تلك العادات بانتشار العدوى.
والأمراض السنية لا تقل صعوبة عن غيرها، والفرد بحاجة للتوعية في هذا المجال تجنباً لانتشار الامراض اللثوية واللبية، خاصة وأن البعض يستخدمون نفس فراشي الأسنان، وبعض الأطباء يستخدمون نفس أدوات العلاج لمرضاهم دون تعقيم، وذلك نتيجة انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، وهذا طبعاً ليس مبرراً، حيث من الضروري إيجاد البديل الطاقي لإتمام عملية التنظيف والتعقيم تلك.
وفي هذا السياق قالت الدكتورة أميرة حسين الاختصاصية في طب الأسنان وجراحتها: للتثقيف الصحي أهمية كبيرة، وذلك بهدف الوقاية من الأمراض والمحافظة على الصحة العامة بشكل عام، حيث تشكل الصحة عملية تحقيق للتكامل البدني، والنفسي والعقلي، والاجتماعي والروحي، ولهذا يحتاج الإنسان إلى التوعية المستمرة حول كيفيّة تحقيق هذا التكامل والعيش بسعادة، من خلال اللجوء إلى التوعية الصحيّة.
وقبل نشر الثقافة أو التوعية الصحية، لابد من الإيمان بها والاهتمام بنشرها، وتسخير كل الوسائل المتاحة لتوسيع آفاقها بين الناس، وأنا كطبيبة مختصة بالأمراض السنية ومعالجتها تواجهني بعض الحالات المزمنة نتيجة بعض العادات التي تؤدي إلى أذية الاسنان واللثة هذا إذا تجاوزنا العامل الوراثي، ومن هذا المنطلق لابد من اتباع بعض العادات الإيجابية التي بدورها تؤدي إلى حماية الأسنان والإبقاء عليها سليمة، كتنظيف الأسنان عند الاستيقاظ وقبل النوم على الأقل واستخدام المضامض الفموية بالإضافة لعدم استخدامها لطحن المواد الصلبة القاسية.
وأضافت علينا كأطباء الاخذ بعين الاعتبار عملية تعقيم الأدوات بشكل مستمر، وعدم التذرع بأي عوائق أو عوامل مساعدة، لأن تلك الذرائع ليست مسؤولية المريض، فالمريض يكفيه الألم الذي يعانيه والأوجاع التي زار العيادة من أجلها.
وأضافت الدكتورة حسين، أيضاً من الضروري أن ينشر الناس فيما بينهم ثقافة التوعية والعمل على تعميمها، وأضرب مثالاً عندما بدأت العمل بالعيادة ومزاولة المهنة ، كنت أعاني مثلاً عندما أطلب صورة الأشعة البانورامية، وهو ما يؤدي لعدم عودة المريض، حتى بدأ المرضى أنفسهم يتحدثون عن أهمية تلك الصورة في تسهيل عملية العلاج.
وأوضحت أن التوعية هي مجموعة الأنشطة والإجراءات التعليمية والإعلاميّة التي تقدم للمواطنين المعلومات السليمة حول حمايتهم لأنفسهم وأطفالهم من الأمراض وتحذيرهم من مخاطرها، وبالتالي تربية أفراد المجتمع على القيم الصحيّة بالإضافة إلى الوقائيّة، حيث الغاية من التوعية الصحيّة تحسين الصحة على مستوى الفرد والمجتمع، ومحاولة خفض حدوث الأمراض، والإعاقات والوفيات، وتحسين نوعية الحياة للفرد والمجتمع، لأنها بالنتيجة تعدّ شكلاً من أشكال الخير الذي يجب أن يشارك به الجميع حسب قدراتهم وإمكانياتهم، ولا ينحصر ذلك على مؤسسات الإعلام والصحة.