الثورة اون لاين – ديب علي حسن:
في مفترق الأحداث الكبرى ولاسيما التحولات العميقة التي تتركها الحروب على الشعوب المنتصرة أو المهزومة تتضح الملاح العميقة ويبدأ الفرز العميق ..
وهنا ربما يحضر قول تلك السيدة الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية لرجل حاول تجاوز دوره فخاطبته قائلة صحيح أننا خسرنا الحرب لكننا لم نخسر الأخلاق..
أليست الجملة مفتاحا مفصليا لكل تحولات المجتمع الذي خاض أو فرضت عليه الحروب ؟.في سورية فرضت علينا حرب شرسة لكننا انتصرنا فيها واستطعنا تغيير العالم نحو قطبيات جديدة ولكن هل تغيرنا نحن وكيف .؟
ما الذي طرأ على المجتمع السوري ..؟
بعد عشر سنوات ثمة حصاد توافر بعد دراسات متأنية عميقة ..بدا واضحا أنها تجمعت لدى أعلى قيادة في البلد من هنا في هذه المرحلة الجديدة التي تعني إعادة ترميم ما تهدم ..في خطاب القسم ثمة خطة منهجية واضحة المعالم يجب الوقوف عندها وهي برسم مختلف المؤسسات الثقافية والاجتماعية والتربوية والتعليمية..
في هذه القراءة السريعة نقف عند بعض ما يمكن للمؤسسات المعنية أن تقوم به.
من يربح الإنسان..
المعركة هي اليوم على الإنسان ومن يربح الإنسان ربح المعركة خلاصة حقيقة لايمكن الجدال فيها ..الغاية كانت ومازالت استلاب إرادة الحياة والبناء والفعل والسيطرة على توجهات الشعوب هذا ما تريده الحروب الحديثة حروب بلا أسلحة فتاكة ولكن آثارها المدمرة تفوق الأسلحة النووية ..
من هنا نفرا بلغة العقل والواقعية خطاب السيد الرئيس بشار الأسد بمناسبة أداء القسم الدستوري ..خطاب جمع فيه ما بين رؤى السياسي واستشراف المفكر من هنا تبدأ جدلية الفعل الخصب التي تضافرت بين السياسي والمفكر في هذا الخطاب .
فالسياسي الذي من مهامه تقديم الإجابات الكبرى في مثل هذه الأحداث قدمها بكل وضوح وشفافية و بالأدلة والوثائق التي لايمكن دحضها ..
ولم يكتف بتقديم الإجابات بل انتقل إلى توليد الأسئلة من وعن هذه الإجابات وهذا دور المفكر الذي يحول إجابات السياسي إلى أسئلة دائمة الحضور ..
لقد فعل السيد الرئيس ذلك تماما بجدلية السياسي والمثقف …السياسي الذي يحتاج المثقف كضرورة والمثقف الذي يحتاج السياسي للديمومة ..
العلاقة هنا جدلية خصبة ما يعني نقل الخطاب من لغة الخطابة السياسية الحماسية إلى لغة الفكر ..هذا يستدعي تأويلا جديدا وقراءة جديدة أدواتها الفكر ومنهجيات العمل التي يجب أن توضع من قبل من يجب أن يفعل, وبالتالي نحن اليوم أمام العمل الذي بدأت ملامحه تظهر في بعض المؤسسات الثقافية والفكرية , ولكنه بصراحة يحتاج إلى المزيد من الأجنحة التي هي في الإعلام , وفي غيره .
الثقافة والتنوير ونشر الوعي معركتنا التي نراهن عليها , لأننا نريد أن نربح الإنسان , وقد ربحناه , لكن من الضرورة التحصين والمضي قدما نحو هذا .
لابد من ورشات عمل في المؤسسات الثقافية والتنويرية السورية تكون على مستوى عال , لا تقتصر على أهل البيت الثقافي الذي يعقدها , الأفكار بثرائها وتنوعها وغناها , وتحت سقف الوطن هوية وانتماء وفعل خصب يجب ألا يتوقف أبدا , فهل نبدأ؟