الرئيس الشرع يستقبل سلام دمشق وبيروت.. تصحيح مسار العلاقات حاجة ملحة

الثورة – ناصر منذر:

تشكل زيارة رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، والوفد المرافق له إلى سوريا – وهي الأولى لمسؤول لبناني كبير بعد سقوط النظام المخلوع- خطوة مهمة لإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي والصحيح بين بلدين شقيقين وجارين، وتربطهما علاقات تاريخية وطيدة، لاسيما وأن تلك العلاقات قد شابها الكثير من التصدع خلال عهد النظام البائد، وكانت تقتصر فقط على فئات لبنانية محددة، من دون غيرها، الأمر الذي ولد أزمات سياسية وأمنية واقتصادية بين البلدين.

وقد استقبل السيد الرئيس أحمد الشرع، ووزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني اليوم، رئيس مجلس الوزراء اللبناني والوفد المرافق له، في قصر الشعب بالعاصمة دمشق.

الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك، كانت محل نقاش وبحث بين الجانبين، وفي مقدمتها، الوضع الأمني عند الحدود، ومنع التهريب، وإغلاق المعابر غير الشرعية، إضافة إلى ملف اللاجئين، وموضوع المخفيين اللبنانيين في السجون السورية، والذين تم اختطافهم في عهد النظام المخلوع، وهذا البند من المحادثات كان قد أشار إليه رئيس الحكومة اللبنانية في تصريح عشية الزيارة، وقال: “أتمنى أن أعود بأخبار طيبة عن المخفيين في سوريا، وغداً سأطلع اللبنانيين على المزيد بشأن هذا الموضوع”.

ومن شأن التوافق على العديد من القضايا الحساسة والشائكة بين الجانبين، والخروج بنتائج مثمرة، خلال هذه الزيارة، بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين، أن يدفع مسار العلاقات الثنائية إلى اتجاهها الصحيح، على قاعدة الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، وهي حاجة ملحة في هذه المرحلة الحساسة، التي يواجه فيها كلا البلدين اعتداءات إسرائيلية متكررة، تستوجب توحيد الصف لمواجهة تلك التهديدات.

وعلى خلفية الأحداث الأخيرة، التي شهدتها الحدود السورية اللبنانية، خلال الشهر الماضي، بفعل الانتهاكات الجسيمة التي قامت بها ميليشيا حزب الله، فإن تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، هو ضرورة ملحة تفرضها التحديات الماثلة أمامهما، لاسيما في ظل استغلال ميليشيا حزب الله للأوضاع الراهنة، ولجوئها بعد سقوط النظام المخلوع، لاستخدام المعابر غير الشرعية لمواصلة عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات، وهذا بدوره أدى لحدوث اشتباكات مع قوات الأمن السورية، التي تؤدي مهمتها الوطنية بالتصدي لأي انتهاكات من الجانب اللبناني، وتعمل على إيقاف عمليات التهريب حرصا على سلامة البلد وأمنه، لاسيما وأن ميليشيات حزب الله، كانت قد رفعت من وتيرة عمليات تهريب السلاح والمخدرات بعد قطع الطريق بين طهران وبيروت، عقب انتصار الثورة، وسقوط النظام المخلوع.

كما أن العمل على تنسيق الجهود المشتركة لتعزيز الأمن وضمان الاستقرار على الحدود، من شأنه أن يمنع أي تدخلات خارجية، خاصة من إسرائيل، التي تسعى في ظل التوترات السياسية والجيوسياسية المتزايدة في المنطقة، إلى استغلال الوضع الأمني المتذبذب على الحدود لتعزيز مشاريعها التوسعية.

يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، كانت قد استضافت اجتماعاً أمنياً بين وفدين سوري ولبناني، في مدينة جدة أواخر الشهر الماضي، تمخض عنه الإعلان عن اتفاق بين الجانبين بشأن الحدود.

وأشارت حينها، وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” إلى أن الاجتماع هدف لتنسيق وتعزيز التعاون في القضايا الأمنية والعسكرية بين لبنان وسوريا.

وشارك في الاجتماع وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، ووزير الدفاع السوري اللواء المهندس مرهف أبو قصرة، ووزير الدفاع اللبناني اللواء ميشال منسى، والوفدين الأمنيين المرافقين لهما.

ولفتت الوكالة أيضا، إلى أنه “تم توقيع اتفاق أكد خلاله الجانبان على الأهمية الاستراتيجية لترسيم الحدود بين البلدين، وتشكيل لجان قانونية ومتخصصة بينهما في عدد من المجالات، وتفعيل آليات التنسيق بين الجانبين للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية.

آخر الأخبار
وصول كامل الحجاج السوريين إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج   وزير الزراعة: تعزيز الأمن الغذائي و مواجهة التحديات التي تهدد الثروة الحيوانية  ازدياد الطلب على الخضار والفواكه مع قدوم عيد الاضحى الشؤون السياسية تكرّم الفرق التطوعية في "حلب مفتاح النصر"   مجلس مدينة حلب يشمِّع محال مخالفة  رويترز: الولايات المتحدة توافق على دمج جهاديين أجانب سابقين في الجيش السوري الجديد  المغيبون قسراً ... أمل لا ينطفئ  وزير الداخلية يبحث مع نظيره السعودي تعزيز التعاون الأمني  طفولة مهدورة في إدلب.. أطفال ينبشون النفايات بحثاً عن لقمة العيش  سوريا وباكستان تؤكدان الحرص على تطوير التعاون الثنائي  تحقيق لـ “بي بي سي”: أوستن تايس كان معتقلاً لدى نظام الأسد شعلةٌ تضيء ظلام الحرب..  الطفلة نور الكبب.. بين أصوات البراميل وهمسات الكتب  انطلاقة جديدة لمعمل حديد حماة بعد تحديث شامل  سوريا والأردن تخططان لربط شبكات الانترنت بسعة 100 تيرابايت  The New Arab: الإصلاح الوشيك للأمم المتحدة هل يؤثر على الشرق الأوسط؟  "التعاون  الخليجي": أهمية احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها تتويج الطالب آدم منار الخالد..  تحدي القراءة العربي ينهي موسمه التاسع في طرطوس بورصة دمشق بين الأمل والتحديات في مشهد الاقتصاد السوري  بمشاركة سوريا.. المؤتمر الدولي لآثار الشرق الأوسط ينطلق في ليون  وزير المالية: افتتاح سوق الأوراق رسالة بأن  الاقتصاد بدأ بالتحرك