واشنطن أكبر مصدر لثاني أكسيد الكربون.. فهل تتحمل مسؤوليتها وتعيد التوازن للمناخ

الثورة أون لاين – عبد الحليم سعود:

رغم الحروب التجارية والضغوط متعددة الأشكال والأنواع التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية على الصين بهدف تقليص نفوذها ومنعها من حجز موقع لها كقطب عالمي يرمم التوازن المفقود على الساحة الدولية، إلا أن الصين تتصرف بشكل إنساني وعقلاني، ويظهر ذلك في ملفات عديدة سواء كان ذلك في ملف التغيرات المناخية أو أزمة انتشار وباء كورونا “كوفيد 19 ” حيث أظهرت تعاوناً منقطع النظير مع الكثير من دول العالم لمواجهة الوباء وقدمت مساعدات لا يمكن تجاهلها لتقليل المخاطر المترتبة عليه، وفيما تسعى الولايات المتحدة لإنشاء تحالفات سياسية وعسكرية واقتصادية لمحاصرة الصين وعرقلة نهوضها وتطورها، تحاول الأخيرة تعزيز التعاون بينها وبين دول كثيرة في الشرق والغرب في إطار مبادرتها “الحزام والطريق” لإحياء ما يسمى تاريخياً بطريق الحرير.
اليوم تبدو الولايات المتحدة أعجز من أن تستبعد الصين من المنظومة الدولية أو أن تنال من إرادتها وقدرتها على تعزيز وترسيخ قيم التعاون والتعاضد بين مختلف دول العالم، فحلفاء أميركا سواء في الناتو.. أو شركاؤها في أوروبا والعديد من مناطق العالم لم يعد لهم غنى عن الصين أو عن التعاون والتفاهم معها، ما يؤكد صعود الصين لمرتبة القطب الذي تحسب له واشنطن ألف حساب، ويعزز الحضور الصيني في الكثير من الملفات والقضايا التي تشغل العالم وتهدد مستقبل البشرية، ولاسيما قضية التغير المناخي التي تشهد تحولات متسارعة تؤثر على مستقبل الأرض.
فقد توقع تقرير صادر عن خبراء المناخ في الأمم المتحدة أن يصل الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، قرابة العام 2030، أي قبل عشر سنوات من آخر التقديرات الذي وضعت قبل ثلاث سنوات، ما يهدد بحصول كوارث جديدة «غير مسبوقة» في كوكب الأرض.
ووجه التقرير أشد تحذير تم إصداره حتى الآن، بأن السلوك البشري يسرِّع الاحترار المناخي بشكل مقلق بتأكيد أن البشر مسؤولون بشكل لا لبس فيه عن الاضطرابات المناخية، وليس لديهم خيار سوى تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.
وقد توقع التقرير أن تستمر الزيادة إلى ما بعد هذه العتبة في العام 2050، حتى لو نجح العالم في الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة.
ومع أن الارتفاع في حرارة الكوكب لم يتجاوز 1.1 درجة حتى وقتنا الحالي إلا أن العالم يشاهد العواقب المترتبة على ذلك من حرائق اجتاحت مناطق كثيرة من العالم “الغرب الأميركي اليونان تركيا الجزائر ومناطق أخرى” مروراً بالفيضانات غير المسبوقة التي غمرت مناطق في ألمانيا والصين، وصولاً إلى تسجيل درجة حرارة قياسية في كندا وصلت إلى 50 درجة مئوية وهي مؤشر خطر لا يمكن القفز فوقه أو تجاهله ولاسيما أن كندا من المناطق القريبة من القطب الشمالي.
يرى بعض خبراء المناخ أن استقرار المناخ سيتطلب خفضاً حاداً وسريعاً ودائماً لانبعاثات غازات الدفيئة من أجل تحقيق حياد الكربون، وإلا فإن الحياة ستتغير على الأرض بشكل حتمي في غضون الثلاثين عاما القادمة أو حتى قبل ذلك.
ويرى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش إن التقرير بمثابة إنذار أحمر للبشرية، وأجراس الإنذار تصم الآذان، معتبراً أن انبعاث الغازات الدفيئة والاحتباس الحراري الناجم عن الوقود الأحفوري وإزالة الغابات يخنق كوكب الأرض.. الأمر الذي يتطلب انتقالاً سريعاً إلى اقتصاد منخفض الكربون.
وبما أن الولايات المتحدة والصين هما أكبر اقتصادين في العالم حالياً فإنه يترتب عليهما جهود كبيرة ومساعي جدية لتحقيق هذا الهدف، وما لم يتعاون الطرفان في هذا الملف فستذهب جهود بقية دول العالم هدراً وستجد البشرية نفسها أمام خطر وجودي محدق.
وفي هذا الإطار أفادت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” الصينية بأن الصين والولايات المتحدة فشلتا في التوصل إلى اتفاق حول القضايا المتعلقة بالمناخ من خلال المحادثات التي أجراها جون كيري، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون المناخ الموجود في تيانجين مع مسؤولين صينيين، حيث تم إبلاغ كيري بأن لدى الصين خارطة طريق خاصة بها فيما يتعلق بالتغير المناخي.
وقالت الصين إنها والولايات المتحدة بحاجة لتحسين علاقاتهما المتوترة من أجل مكافحة تغيّر المناخ، في حين أكدت وكالة شينخوا الصينية نقلاً عن وزير الخارجية الصيني وانج يي عقب محادثاته مع كيري عبر الفيديو “إن سوء التقدير الاستراتيجي الكبير من جانب الولايات المتحدة أدى إلى تدهور مفاجئ في العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة”.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن الجانب الأمريكي عرض السياسات التي اتخذتها إدارة بايدن لتسهيل تحقيق أهداف بلاده بشأن خفض الانبعاثات الغازية.

ومن المعروف أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد انسحب من اتفاقية باريس المناخية بعد تسلمه منصبه، في حين عاد إليها جو بايدن بداية العام الجاري وعين جون كيري وزير الخارجية الأسبق مسؤولاً عن شؤون المناخ.
وكالة “شينخوا” التي أوردت النبأ أوضحت أن الجانبين الأميركي والصيني اتفقا على مواصلة الحوارات والمشاورات، واتخاذ إجراءات بشأن قضايا المناخ، وتعزيز التعاون البراغماتي والمضي قدماً في العملية التعددية وكذلك دفع التطبيق الكامل والفعال والمستدام لاتفاقية باريس.
وأضاف الوزير الصيني أن “الكرة الآن في الملعب الأميركي”، قائلاً: “يتعين على الجانب الأميركي التوقف عن النظر إلى الصين على أنها تهديد ومنافس، كما يتعين عليه الامتناع عن “كبت الصين وقمعها في جميع أنحاء العالم”.
يشار إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر مصدر لثاني أكسيد الكربون، ما يعني أن لديها دوراً خاصاً في مكافحة الاحترار العالمي

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم