الثورة أون لاين – ترجمة -ميساء وسوف:
تحدث باولو جينتيلوني، المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية والمالية، إلى قناة CNBC حول حاجة الاتحاد الأوروبي للتطور على المسرح الجيوسياسي حيث بدأت الولايات المتحدة وحلفاء غربيون آخرون بالتراجع.
فقد تم مؤخراً إجراء مباحثات تهدف إلى تشكيل قوة رد سريع أوروبية، ويأتي هذا عقب ما حدث من تهميش للكتلة الأوروبية خلال عملية الإجلاء التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان، إذ يرى البعض أن دول الاتحاد اضطرت إلى الخضوع لشروط واشنطن في التنسيق لعملية الإجلاء.
وقال ستيف سيدجويك من “سي إن بي سي” في منتدى أمبروسيتي في مجلس النواب الأوروبي: “نحن قوة اقتصادية عظمى ولكن لا يمكننا أن نكون غائبين تماماً عن الدور الجيوسياسي”.
وقام جينتيلوني بفحص ما أسماه الاستنتاج “الرهيب” للحرب في أفغانستان في الأسابيع الأخيرة كمثال على قيام الولايات المتحدة وغيرها بتقليص التزاماتها على المسرح العالمي.
وتضيف تعليقاته صوتاً آخر إلى الحجة القائلة بأن الاتحاد الأوروبي يجب أن يطور سياسة دفاعية مشتركة، والتي يراها الكثيرون سلفاُ لجيش الاتحاد الأوروبي الكامل.
وعندما سُئل عما إذا كان هذا سيشكل تهديداً لحلف الناتو، الذي يضم أعضاؤه بعض دول الاتحاد الأوروبي، قال جنتيلوني “أعتقد أنه يمكننا التعايش بشكل جيد للغاية”.
يُنظر إلى حلف الناتو على أنه أحد الأسباب الرئيسية لعدم قيام الاتحاد الأوروبي بإنشاء جيش خاص به، فضلاً عن المستويات المختلفة للإنفاق الدفاعي داخل الكتلة.
لقد شُكل الناتو بشكل أساسي لردع الوجود الروسي في أوروبا، وتظل هذه الأدوار حاسمة للغاية. وقال جنتيلوني: “أنا شخصياً مؤيد قوي لحلف شمال الأطلسي”.
“ما أقوله هو أنه إذا كان دور الاتحاد الأوروبي ينمو، وإذا كان لدينا انتعاش اقتصادي جيد، وإذا كنا نحاول أن نكون في الطليعة في العديد من الجوانب التي تخدم طموحاتنا، فلا يمكننا أن نتجاهل الموضوع، وعلينا أن نكون على اطلاع دائم ومعرفة بجميع الديناميكيات الجيوسياسية التي تحدث الآن “.
أما فيما يتعلق بموضوع العداء المتزايد تجاه الصين وما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيتطلع إلى مواجهة القوة العظمى الآسيوية ككتلة واحدة في المستقبل، قال جنتيلوني إن هذا يمكن أن يفيد الولايات المتحدة في نهاية المطاف.
وأضاف أن هناك تعاونا في المجالين التجاري والاقتصادي (مع الصين)، لكننا بالطبع “أنظمة” مختلفة.. “ونحن سنكون شركاء مع (الولايات المتحدة) بقوة في هذا النوع من المواجهة، ولكن من مصلحة الولايات المتحدة أيضاً أن يكون هذا الشريك الأوروبي أقوى من الناحية الجيوسياسية ولديه تأثير أكبر.. قوة عظمى هادئة، كوكب الزهرة والمريخ.. حسناً ، حان الوقت الآن لمنح الزهرة بعض القوة الجيوسياسية”.
إلا أن رئيس السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ذهب إلى أبعد من ذلك، حيث أخبر الصحفيين في سلوفينيا أن الكتلة يجب أن تنشئ “قوة دخول أولى” قوامها 5000 جندي لتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة. حيث تأسست مجموعتان قتاليتان من الاتحاد الأوروبي قوامهما 1500 جندي في عام 2007 ، لكن لم يتم نشرهما مطلقاً لأن هذا يتطلب إجماعاً من الدول الأعضاء .
وقال بوريل، وفقاً لرويترز: “في بعض الأحيان تكون هناك أحداث تحفز التاريخ، وتحدث انفراجة، وأعتقد أن أفغانستان هي واحدة من هذه الحالات”.
وتابع: “إذا أردنا أن نكون قادرين على التصرف بشكل مستقل وألا نعتمد على الخيارات التي يتخذها الآخرون، حتى لو كان هؤلاء الآخرون هم أصدقاؤنا وحلفاؤنا، فعلينا إذاً أن نطور قدراتنا الخاصة”.
وفي حديثه عن نفس الموضوع، وافق وزير المالية الفرنسي برونو لو مير على أن هذا التطور لسياسة دفاعية مشتركة يمكن أن يشكل موقعاً جديداً لأوروبا.
وصرح لو مير لشبكة CNBC في مؤتمر صحفي: “هناك حاجة إلى نهج جيوسياسي جديد لأوروبا”. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي بحاجة الآن إلى أن يصبح قوة عظمى جيوسياسية ثالثة إلى جانب الصين والولايات المتحدة.
وقال: “هذا هو أعمق قناعاتي السياسية … دعونا نفتح أعيننا، فنحن نواجه تهديدات سياسية. لا يمكننا الاعتماد بعد الآن على حماية الولايات المتحدة فقط، هذا واضح، لذلك نحن بحاجة لأن نحمي أنفسنا “.
المصدر
:CNBC