تعد حوادث السير على الطرق من أهم المشكلات الخطيرة التي يعاني منها عالمنا اليوم، ولم تستطع قوانين السير – على صرامتها في بعض الدول – التخفيف منها، حيث يقدر عدد الأشخاص الذين يلقون حتفهم في العالم سنوياً أكثر من مليون شخص، ويصل عدد المصابين نتيجة حوادث الطرق إلى خمسين مليون شخص، ويمثل الأطفال والشباب دون سن الخامسة والعشرين عاماً أكثر من ثلاثين بالمائة من أولئك الذين يموتون أو يُصابون في حوادث المرور.
وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من ثلاثين مليون حالة وفاة حدثت منذ اختراع السيارة عام 1896 وحتى يومنا هذا، وتحدث أكثر من 90% من الوفيات الناجمة عن إصابات حوادث المرور في البلدان النامية، و تتسبب في إلحاق خسائر اقتصادية هائلة بالضحايا وأسرهم، وبالدول عموماً.
أما بالنسبة إلى سورية فلا يكاد يخلو يوم من دون تسجيل بعض الحوادث المرورية، التي تختلف بنتائجها على مستوى ما تسجله من أعداد في الإصابات والضحايا، بالإضافة لبقية الأضرار المادية، وبحسب إدارة المرور فإن حوادث السير في سورية تأتي في المرتبة الرابعة لأسباب الوفاة بعد أمراض القلب والتنفس والسرطان.
وقد سجلت الإدارة العامة للمرور خلال النصف الأول من هذا العام 4073 حادثاً، راح ضحيتها 197 وفاة في 6 أشهر، وقد كانت أرقام العام الماضي 6759 حادثاً، بينهم 856 مصاباً ممن هم دون 18 عاماً، و1071 ممن تتراوح أعمارهم بين 18-29 عاماً، أما عدد المتوفين من الفئتين العمريتين فقد وصل إلى 71 وفاة أي أن نسبة الحوادث خلال النصف الأول من هذا العام أعلى من معدلها خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وترجع إدارة المرور ارتفاع حوادث المرور إلى ظروف الحرب الإرهابية على سورية فقد جعلت الصعوبات الاقتصادية وارتفاع تكاليف الإصلاح الكثير من أصحاب وسائل النقل العامة يغضون الطرف عن إصلاح السيارات حتى يقع المحظور في بعض الأحيان، كما تتحمل الطرق جزءاً من المسؤولية عن حوادث السير، فقبل الحرب كان يتم العمل على تحسين واقع الطرقات بشكل دائم، ولكن خلال سنوات الحرب تعرضت معظم شبكات الطرق للتخريب، وأصبحت نسب الخطورة عند استخدامها أعلى.
من هنا يجب اتخاذ عدد من الإجراءات من أجل التخفيف والحد من حوادث السير وأضرارها، وعلى رأسها الاهتمام بإعداد السائقين في مدارس تعليم قيادة المركبات، وضرورة التشدد في عملية الحصول على إجازة السوق، وكذلك التشدد بالفحص الفني للمركبات، وتجديد وتحديث وسائل السلامة المرورية، كالبنية التحتية، وهي الطرق والجسور والأنفاق والرادارات وكاميرات المراقبة.
عين المجتمع – ياسر حمزة