فيما لاتزال تداعيات “هزيمة أفغانستان” تضرب بشدة في عمق المشهد الأميركي الذي بدا وكأنه يمور على فوهة بركان، لا تزال على المقلب الآخر ارتدادات انتصارات دمشق تضرب بقوة في بنية منظومة الإرهاب التي تبدو مع كل انتصار للشعب السوري أكثر تخبطاً وعجزاً وجنوناً.
” انتصار الجنوب ” الذي صنعه الجيش العربي السوري بالأمس، هو انتصار كبير وبالغ الأهمية، ليس من حيث الابعاد والدلالات والرسائل فحسب، بل من حيث التوقيت أيضاً، إذ إنه يشكل صفعة وصدمة وهزيمة جديدة لمنظومة الإرهاب، خصوصاً للولايات المتحدة والكيان الصهيوني اللذين كانا يراهنان على بقاء الجبهة الجنوبية مشتعلة ومرتهنة إلى ما لا نهاية من أجل مواصلة الضغط على الدولة السورية لانتزاع ما لم يقدروا على انتزاعه طيلة سنوات الحرب الماضية .
إن فائض الهزائم الذي بات يطبع الاستراتيجية الأميركية قد يجعل من الولايات المتحدة ثوراً هائجاً لأنها قد تحاول تشتيت الانتباه عن هزائمها من خلال الهروب إلى الأمام وإشعال المزيد من الحرائق وفي أماكن متعددة، لذلك فإنه من المنطقي القول: إن المرحلة القادمة قد تكون مفتوحة على كل الخيارات والاحتمالات أي إنها ربما تكون متخمة بالاستهداف والتصعيد الأميركي والإسرائيلي كامتداد وجزء من المحاولات التي لم تتوقف لحظة واحدة بغية العبث بالقواعد والمعادلات التي رسمها وصاغها الشعب السوري بالدماء والتضحيات والبطولات.
إنها أميركا التي قامت ونشأت وترعرعت على الجماجم والعظام وحطام الإنسانية!،إنها أميركا التي لم ولن تتغير إلا بتغيير نهجها العدواني، ولاسيما وقد بدأت علامات ومؤشرات انهيار بنيتها الأساسية تلوح في الأفق، بعد سلسلة الهزائم الكبرى التي ما تزال تمنى بها في سورية والمنطقة وعموم العالم.
نبض الحدث – فؤاد الوادي