أهم ما تصنعه الإدارة لفريقها الكروي هو الاستقرار الفني، وخلق حالة الانسجام بين عناصر الفريق متكاملة، أي بعبارة أخرى صناعة فريق عمل يملك لغة تفاهم عالية تؤدي إلى دخول المستطيل الأخضر بثقة كبيرة وتحقيق لوحة فنية داخله هدفها الأساسي هو الفوز، وحتى إن لم يتحقق هذا الهدف فإن رسم اللوحة الفنية وتقديمها للجمهور سيرضيه وتجعله يعرف مدى الجهد المبذول ويقدره، وهذا فوز بحد ذاته.
ولا تمتلك معظم أنديتنا المقومات الإدارية اللازمة لتحقيق معادلة الاستقرار الفني، فهي إدارات هاوية وليست محترفة، بمعنى أنها غير متفرغة، كما أنها محدودة الصلاحية من حيث الاستثمارات وإدارة الموارد المالية، ناهيك عن افتقادها للتجانس والتفاهم بين أعضائها، مع اختصارها في رئيس مجلس الإدارة الذي يتخذ القرارات الهامة بمفرده ؟! ونراها منقسمة على ذاتها ويتربص بعض أعضائها الدوائر بالبعض الآخر، وتعمل في أجواء غير مستقرة إدارياً، فكيف ننشد منها تحقيق الاستقرار الفني؟! مع الأخذ بالحسبان أن الاستقرار الفني يبدأ من غرفة الملابس، فهناك تتم صناعة التفاهم والانسجام والروح الجماعية وصولاً إلى الملعب لتقديم العرض الأفضل، فتعمل الإدارة مع فريق عملها المتكامل باختلاف المسميات، لاعب أساسي، لاعب احتياط، فني، مدرب، إداري، وهكذا… ويعتمد تقديم العرض الأفضل على فهم كل جوانب التنافس والجدول الزمني والانضباط وفهم القوانين والأنظمة، وفهم الجمهور والإعلام، والتعامل مع الضغط، وغيرها الكثير من الجوانب.
إن الإدارة القادرة على تحقيق الاستقرار الفني سيظهر أثرها حكماً على أرضية الملعب، وهذا يعني نتائج، والنتائج تعني دعماً نفسياً وجماهيرياً ومالياً، والدعم المالي يقوي الإدارة وينظم الاستقرار الفني، ويحافظ عليه، أي أنها دورة متكاملة الحلقات تعود من حيث تبدأ، هذه مدرسة صار متعارفاً عليها في كل العالم ونحن لا زلنا نفتقدها فمتى نبدأ ؟!!.
مابين السطور – سومر حنيش