الثورة أون لاين – حسين صقر:
رغم مرور نحو أسبوعين على افتتاح المدارس، وكثير من الأهالي لم يستطيعوا بعد تأمين مستلزمات المدارس نتيجة ارتفاع أسعارها بدءاً بالقلم والممحاة، وليس انتهاء بالدفتر وباقي المتطلبات، في وقت وجهت فيه وزارة التربية لمراعاة الظروف المادية، لكن ثمة لوازم ضرورية لن تستطيع التحكم فيها، لأن الطالب بحاجتها فعلاً، فهو قد يستطيع الاستغناء عن لباس رياضي مثلاً، لكنه بحاجة لدفتر للكتابة عليه.
*الغلاء لا يقتصر على القرطاسية
” الثورة” التقت عدداً من ذوي التلاميذ والطلاب، وشرح هؤلاء معاناتهم التي لا تقتصر على القرطاسية وحسب، بل هناك أجور النقل والألبسة والمصاريف اليومية والتي لا تتناسب مع الرواتب والأجور ومصادر الدخل، ما خلا بعض الأعمال الحرة التي لا يقيدها ثمن دفتر أو قلم، وهؤلاء قلائل في المجتمع.
المواطن أبو ميلاد عبر عن معاناته بالقول: لدي أربع أولاد في المدارس، وهم في جميع المراحل التعليمية، وتختلف متطلبات كل واحد منهم، وبالفعل حتى الآن لم أستطع تأمين حاجاتهم ولوازمهم، وأنا لا أتحدث سوى عن القرطاسية، والحديث عن اللباس له شجون أخرى، وهموم تختلف، حيث لا يعمل في المنزل سواي، ويكون ذلك على مدار اليوم، صباحاً في الوظيفة، ومساء أتابع عملاً آخر، ورغم ذلك لا أقوى على تأمين تلك المتطلبات.
*معاناة كبيرة..
السيدة ليلى محفوظ قالت: أنا مدرّسة واعلم تلك المعاناة وأعيشها يومياً مع التلاميذ، بالإضافة لمعرفتي الشخصية بذلك، لأنني أيضاً أم لأولاد وهم في المدارس أيضاً، وأدرك حجم المعاناة التي يعانيها الأهل، وأنا منهم.
كنان تلاوي لديه ولدان في المدارس، ورغم ذلك يشتكي ويتابع الحديث قائلاً: بالإضافة للمشكلة بارتفاع أسعار القرطاسية وغيرها من المتطلبات، ليس هناك أي ضوابط للبيع، حيث يبيع كل شخص على هواه، وكما يناسبه، والفروق تظهر واضحة من محل لآخر ومن مكتبة لأخرى، حيث يكون الفرق غالباً 200 ليرة أو أكثر، وهنا يظهر الفارق الأكبر بمجموع المتطلبات، نتيجة العدد المطلوب لهؤلاء الأولاد.
*أسعار خيالية..
وقال سعيد الساطي المكتبات خالية تماماً من الأهالي والطلاب الذين اعتادوا ارتياد هذه الأماكن مثل هذه الأيام بالتحديد، لم نشاهدهم لأن حال الناس تغير مع بداية العام الدراسي، وأضاف ما زال الترقّب سيّد الموقف، فيما إذا كان سيطرأ انخفاض على الأسعار بعد أن كنا نشتري لأبنائنا بالدزينة منذ بداية العام، أصبحنا نشتري لهم حسب الحاجة أو أقل بكثير.
ولا سيما بعد أن وصل سعر القلم الأزرق العادي إلى ألفي ليرة والدفتر مئة ورق مثلها والسلك أربعة آلاف.
*الشراء بالقطعة..
وقال صاحب إحدى المكتبات ورفض ذكر اسمه لا طلب على القرطاسية، ومَن كان يشتري بالدزينة لأولاده أصبح يشتري بالقطعة، أمّا عن الحقائب، فأحداً لم يشترِ حقيبةً واحدة فهي تتراوح أسعارها بين ثلاثين إلى أربعين ألفاً.
*أجور نقل المواد مرتفعة..
من جهته قال صاحب مكتبة شادي محمود: تظهر الفوارق بين مكتبة وأخرى نتيجة أجور نقل المتطلبات المذكورة، حيث كل سائق سيارة يتقاضى أجراً مختلفاً عن الآخر، وليس هناك أي ضوابط لأجور النقل، لأن السائق يعرف عندما يتعرض لمخالفة الأساليب المستخدمة لذلك مع كل أسف، ونحن كأصحاب مكتبات أو محلات يهمنا بالنتيجة إيصال ما نريد شحنه، وبالنتيجة نجد أنفسنا مضطرين لتحميل تلك الزيادات على الأسعار، فالمشكلة ليست بصاحب مصلحة ما، فالمشكلة أيضاً تكمن بالمصادر التي يشتري منها، أيضاً تختلف أسعارها من منتج لآخر، وحسب تأمين المواد الأولية.
*ضبوط تموينية بحق المخالفين
وفي هذا السياق قال الأستاذ بسام شاكر معاون مدير تموين ريف دمشق: نظراً لحلول العام الدراسي لهذا العام، قامت المديرية بتشديد الرقابة على أسعار مستلزمات المدارس كالقرطاسية والألبسة والأحذية.
وأضاف أنه تم التعميم على دورياتنا العاملة بالتدقيق على الفعاليات التي تتعامل بهذه المواد، وضرورة التقيد والالتزام بالأسعار والإعلان عنها بشكل واضح، إضافة إلى التدقيق في الفواتير المتداولة بين حلقات الوساطة التجارية، والتدقيق في بطاقة البيان.
وأوضح شاكر أنه بلغ عدد الضبوط المنظمة بشأن المخالفين حوالي ٣٤ ضبطاً تموينياً نتيجة عدم حيازة فواتير الشراء، وعدم الإعلان عن الأسعار، وعدم وجود مواصفات، كما تم سحب عدة عينات سعرية لدراستها والتأكد من الأسعار التي تباع بها المواد.
*التربية تحدد المطلوب..
هذا وحددت وزارة التربية القرطاسية المطلوبة لكل صف من صفوف المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، حيث طلبت من الصفين الأول والثاني دفتراً مدرسياً ودفتراً منزلياً فئة الـ100 صفحة، بالإضافة إلى دفتر لغة انكليزية وقلم رصاص وممحاة ومبراة.
وللصفين الثالث والرابع طلبت دفتراً مدرسياً ودفتراً منزلياً فئة الـ100 صفحة، بالإضافة إلى دفتر لغة انكليزية وقلماً أزرق وقلم رصاص وممحاة ومبراة، وللصفين الخامس والسادس دفتراً مدرسي اًودفتراً منزلياً فئة الـ100 صفحة، بالإضافة إلى دفتر لغة انكليزية وقلم أزرق وقلم رصاص وممحاة ومبراة وعلبة هندسة.
وللصفوف السابع والثامن والتاسع دفترين مدرسيين ودفترين منزليين فئة الـ100 صفحة، ودفتر لغة انكليزية فئة الـ50 صفحة، دفتر للغة الثانية (فرنسي أو روسي)، ودفتر رسم مع علبة ألوان عادية وعلبة هندسة.
وفيما يخض المرحلة الثانوية العامة، طلبت التربية 3 دفاتر فئة الـ100 صفحة، ودفتر لغة انكليزية، ودفتر للغة الأجنبية الثانية، وعلبة هندسة للفرع العلمي، ودفتر رسم مع علبة ألوان عادية (للصفين الأول والثاني الثانويين) مع قلم رصاص وقلم أزرق.