ما تشهده بعض مناطق درعا من عمليات تسوية، إضافة لمشهد انتشار وحدات من الجيش العربي السوري في محيط عدة قرى وبلدات بالريف الشمالي الغربي تنفيذاً لاتفاق التسوية الذي طرحته الدولة، لا شك أنه سيتكرر قريباً في المناطق الأخرى التي ما زالت تعاني من الإرهاب، ويتوق أهلها للخلاص من جرائم التنظيمات الإرهابية، كما هو الحال في إدلب، ومنطقة الجزيرة ، وبعض ريف حلب، فقرار الدولة السورية بتحرير كل شبر أرض أمر لا رجعة فيه، والجيش أكثر إصراراً وعزيمة على الاستمرار في مطاردة فلول الإرهابيين حتى تطهير كامل التراب السوري من الوجود الإرهابي.
الإنجاز الاستراتيجي والهام الذي تحقق في درعا اليوم، هو مسمار آخر في نعش المخططات الصهيونية والأميركية، التي كانت تريد لتلك المنطقة أن تبقى بؤرة دائمة للإرهاب، وتشكل جدار حماية للكيان الصهيوني، الذي لم يتوان للحظة عن تقديم الدعم لأدواته الإرهابية في تلك المنطقة طيلة سنوات الحرب الإرهابية الماضية، وشن العديد من الاعتداءات الغاشمة على مواقع الجيش كلما تقهقرت تلك الأدوات في الميدان، كذلك بدد هذا الإنجاز أوهام المحتل التركي الذي كان يراهن على إبقاء درعا البلد ومحيطها ملاذاً آمنا للإرهابيين، لإشغال الجيش العربي السوري وصرف انتباهه عن إدلب، وتأخير حسمه للوجود الإرهابي في تلك المحافظة، سلمياً أو عسكرياً، والأهم من كل ذلك، فإن عودة كامل درعا لحضن الوطن رسالة واضحة لميليشيا الخيانة والعمالة “قسد”، بأنه مهما تمادت بارتهانها للمحتل الأميركي، فلن يكون مصيرها أحسن حالاً من مصير فلول المجموعات الإرهابية التي عاثت فساداً وخراباً في درعا البلد ومحيطها.
الدولة السورية وضعت مسارين متوازيين لإعادة بسط سيطرتها على كامل أراضيها، ( التسوية السلمية، والحسم العسكري)، وهي دائماً تغلب الحل السلمي منعاً لإراقة الدماء، وهي تعطي الفرص تلو الأخرى للحوار والحلول السلمية، وفي إدلب منحت مشغل الإرهابيين المجرم أردوغان الكثير من الفرص، ولم تزل، ولكن هذا لا يعني أن صبرها سيمتد إلى ما لا نهاية، ولا يعني كذلك أن إدلب ستبقى محمية طبيعية للإرهاب، فاستعادتها أمر محسوم، ولاسيما أن ملايين السوريين الموجودين في تلك المحافظة يناشدونها باستمرار للعمل على تخليصهم من الإرهاب، والجيش العربي السوري كما حرر أغلبية المناطق من الإرهاب، فإنه لن يدخر جهداً لتحرير إدلب، وغيرها من المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الإرهابيين، أو الميليشيات العميلة، أو داعميهم من قوى الاحتلالين التركي والأميركي.
مسيرة التحرير لن تتوقف حتى إنجاز النصر الكامل على الإرهاب وداعميه، حيث يفرض الجيش العربي السوري اليوم معادلاته بقوة على الأرض، ويرسم بإنجازاته الخطوط العريضة للحل السياسي، بعدما حطمت انتصاراته في الميدان كل المشاريع والمخططات التقسيمية، وأجبرت أقطاب العدوان على الرضوخ لمعطيات الواقع الذي كرسه صمود السوريين.
كلمة الموقع – ناصر منذر