الكفاءة الأدبية والفنية وإشكالياتها العصرية تزداد يوماً بعد يوم ومع كلّ اختراع تكنولوجي جديد ومع اتساع الهوّة بين أعلام الفنّ والأدب لأننا وببساطة محكومون بآراء ومدارس عالمية مساحاتها الترويجية تحشر المُراد في الأنوف والعقول باستباحة يدركها العاقل ويتغافل عنها للأسف، أما الجاهل فحدّث ولاحرج.
من يرسم ملامح صورة الكفاءة الأدبية، ومن يعطي تكافؤ فرص للفعاليات الفنية والثقافية والفكرية والإبداعية؟؟!!… وإلى أيّ مستند يمكن اللجوء للتقييم بعيداً عن العنصرية التي باتت وبالاً يأكل في كلّ شيء… وهل يُقاس على الكثرة والوفرة، أو القلّة والنوعية، أم الاستمرارية أو التفرّد، وهل للضجّة الإعلامية والإعلانية دور والذي وقعنا في فخّه أكثر من مرة.
كلّ ماسبق في كفّة والمتلقي ودوره في التمييز والتصفيق للكفاءة في كفّة، فهل يستقيم ميزان الكفاءة وتستقيم معه الذائقة الأدبية والفنية أم تُترك إدارة الدفّة في مهبّ الريح وتبقى “نوبل” ومن يدور في فلكها صانعو القرارات وحدهم.
النقد والنقد الذاتي والنقد الإبداعي غاب إلى حيث لا رجعة وبقي الإعلام والإعلان وحدهما يدوران في فلك تكنولوجيا المعلومات وعلى عاتق المقاوم منهما أن يفرز الكفاءات.
المتخصصون في مواضيع الأدب والفنّ والنقد البنّاء خاصموا أقلامهم قبل أن يخاصموا الإنتاج الإبداعي وتركوا ساحات المثقفين والمفكرين والمولّدين والمُحفزّين على التنافس والإبداع لكلّ مارق مُرائي يبحث عن حفنة دولارات يقبضها ثمناً لتشويه فكر وفنٍّ وأدبٍّ وإبداعٍ وذائقةٍ لحضارة شعبٍ عمرها آلاف السنين.
حتى التاريخ هنالك من يقبض ثمن تشويهه وتزييفه وبعض الفيديوهات التي تُبّث هنا وهناك على الشابكة ومن خارج سورية تفتقر لأبسط مكوّنات الموضوعية والاختصاص، لكنّها مربكة إذا لم نواجهها بالرؤية الصحيحة والموضوعية والباحث من الجيل الجديد على الشابكة لاوقت لديه ليفرز أو ليفكّر في ظلّ مانشهده من افتقار للوعي واستسهال في كلّ المجالات.
رؤية -هناء الدويري