الثورة – سومر الحنيش:
لم يكن اجتماع الجمعية العمومية الاستثنائي لاتحاد كرة القدم حدثاً عادياً، بل شكّل محطة مفصلية في تاريخ اللعبة، فبدلاً من أن يكون الاجتماع بوابة لإصلاح طال انتظاره، جاء مُحمّلاً بقرارات أثارت موجة واسعة من السخرية والغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، أبرزها إلغاء شرط الشهادة العلمية لرئيس الاتحاد ونائبه وأعضائه، وإلغاء بند دفع (10%) من عقود اللاعبين للبراعم من أجل تطوير اللعبة ؟! وكأن المجتمعين قد اتفقوا على دعم كل ما يعيق تطوير اللعبة ؟
تصويت مُخجل
(55) عضواً صوّتوا بالموافقة على إلغاء شرط الشهادة العلمية، مقابل (6) فقط رفضوا، ليفتح الباب على مصراعيه أمام ترشح أي شخص، بغض النظر عن تأهيله أو خبرته الأكاديمية.
وهنا يتساءل كثيرون: كيف نطالب بلاعب مؤهل بدنياً وفنياً، ونغض الطرف عن أن من يدير اللعبة يحتاج هو الآخر إلى الحد الأدنى من الكفاءة والمعرفة ؟ أليست الرياضة علماً وإدارة قبل أن تكون مجرد لعبة ؟ حتى في الدول التي تسمح باستثناء شرط الشهادة العلمية، يُشترط أن يكون المسؤول مزوّداً بخبرة واسعة في المجال الرياضي، إضافة إلى حصوله على شهادات تدريبية وفنية وإدارية تؤهله لإدارة الاتحاد بكفاءة واحترافية.
أحد المتابعين علق قائلاً: “كنا ننتظر شهادة ميلاد جديدة لكرة القدم السورية، فإذا بنا نمنح شهادة وفاة”.
آخرون رأوا أن القرار لم يصمم إلا على قياس أشخاص بعينهم، لتفصيل المناصب وفق الرغبات لا وفق المصلحة العامة.
قرارات مثيرة
إلى جانب هذا القرار، خرج الاجتماع بجملة أخرى من التوصيات، رفع عدد أندية الدرجة الممتازة إلى (16) إلغاء الهبوط للموسم الماضي، اعتماد نظام القوائم في الانتخابات المقبلة بعد (45) يوماً، والاعتراف بمسابقات الشمال المحرر، وانضمام أنديته إلى أسرة الاتحاد، كما أقر الاجتماع السماح بتسجيل (5) لاعبين من مواليد (1990) كحد أقصى، بمن فيهم اللاعب الأجنبي، مع إلغاء البند المتعلق بخصم (10%) من قيمة كل عقد لصالح دعم الفئات العمرية بالنادي، ورغم أهمية بعض هذه الخطوات، فإنها ضاعت في زحمة الجدل حول “شهادة” الاتحاد الضائعة.
أزمة الدوري
المثير أن هذه القرارات تأتي في وقت حرج، حيث الأندية تستعد للموسم الجديد دون وضوح في الروزنامة أو نظام الدوري، فيما تبقى أسئلة كثيرة معلقة: كيف ستتم التعاقدات خلال هذه الفترة الانتقالية؟ وهل سيكون الدوري على مجموعتين كما سُرّب؟ وماذا يعني فعلياً انتظار (45) يوماً لإجراء الانتخابات؟
ختاماً..
القضية لا تقف عند بند الشهادة وحده، بل عند الرسالة التي تعكسها هذه القرارات، هل نتجه فعلاً نحو إصلاح حقيقي يعيد الثقة بالاتحاد، أم إننا نكتفي بإجراءات تعيد إنتاج أزمات أخرى؟
الملاعب بانتظار موسم جديد، والجماهير تترقب بقلق، فيما تبقى (45) يوماً كفيلة بتحديد ملامح المرحلة المقبلة، وبين الأمل والشك، تبقى كرة القدم على مفترق طرق حاسم، ويبقى السؤال الأهم الذي يطرح نفسه: إلى أين تسير سفينة كرتنا ؟