الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
في حين أن نقص الغذاء كان شائعًا في العديد من البلدان الأوروبية على مدار انتشار وباء كورونا، يعتقد إيان براون ريئس شركة إيست سوكتلند أن هناك مشكلة فريدة في المملكة المتحدة تجعل الحياة أكثر إيلامًا، وهي خروجها من الاتحاد الأوروبي.
ووفقًا لبراون، فإن الشقين الأساسيين للإنتاج البريطاني قد شارفا على الانهيار، لأن قطاع الزراعة والصناعة يتعرضان لضربة كبيرة وموجعة بسبب نقص العمال، ويقول براون إن العديد من العمال الموسميين، الذين يأتون من دول مثل رومانيا وبلغاريا لبضعة أشهر للعمل في بريطانيا، يعانون الآن من الوضع الاقتصادي المتردي في بريطانيا، ومن قلة الإنتاج الذي انعكس بشكل أو بآخر على أجورهم، ناهيك عن انتشار وباء كورنا بسرعة في المملكة المتحدة، الأمر الذي ساهم أيضا بعودتهم إلى بلادهم .
ولم يأت البعض منهم أصلاً إلى بريطانيا هذا العام، لأن انتشار كوفيد 19 ومتحور دلتا جعل الأمر صعبًا للغاية، والذين تحدوا الصعاب واستطاعوا المجيء كسبوا القليل من المال وعادوا إلى منازلهم في وقت أبكر مما كان مخططًا له، ويقول براون إن هذا يعني إهدار حوالي 10-15٪ من الإنتاج، بتكلفة حوالي 200 ألف جنيه إسترليني (277 ألف دولار).
ويبدو أن عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدأ الشعور بها أخيرًا صعودًا وهبوطًا لدى البريطانيين، وبعيدًا عن المرتفعات المضاءة بنور الشمس التي وعد بها أعضاء حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون عندما خرجوا من الاتحاد الأوروبي، فإن نقص العمال الأوروبيين في هذه المناطق الحيوية يعني خسائر مالية للشركات ورفوف فارغة من المواد الغذائية وغيرها مع اقتراب المملكة المتحدة من عيد الميلاد، ربما يكون النقص في سائقي الشاحنات هو المشكلة الأكثر إلحاحًا.
ويُقدر النقص الحالي في عدد السائقين بما يتراوح بين 90.000 و 120.000 ، وفقًا لمتحدث باسم الخدمات اللوجستية في المملكة المتحدة. ولا يعتبر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الوحيد، بل يضاف إلى ذلك عدم الوصول السهل للسائقين الأوروبيين إليها، الأمر الذي خلق مشاكل وهزات قوية للصناعة في بريطانيا.
أحد عملاء السوبر ماركت ينظر إلى الأرفف شبه الفارغة في Tescos في 14 أيلول سبتمبر 2021 في بلفاست، أيرلندا الشمالية ويقول: فعلاً الغذاء والحياة تنهار في بريطانيا بسبب سياسات الحكومة المتخبطة داخليا وخارجيا وبسبب خروج بريطانيا من الحضن الأوروبي إلى عالم مجهول.
ويلمح بروان إلى إنه لا يمكن ببساطة استبدال هؤلاء الأشخاص المنحدرين من جنسيات أوروبية أخرى بعمال بريطانيين. إلى جانب حقيقة أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى تسعة أشهر للتأهل كسائق وتكلفة تصل إلى 5000 جنيه إسترليني (6940 دولارًا) وفقًا لـ Logistics UK، لأن البريطانيين ببساطة لا يصطفون لتولي هذه الوظائف ولا يحبون العمل أصلا في هذا المجال.
ويقول في هذا الشأن متحدث باسم اللوجيستيات في المملكة المتحدة: “لدينا قوة عاملة متقدمة في السن في المملكة المتحدة، وصورة ظروف العمل لسائقي الشاحنات لا يمكنها التعامل مع هؤلاء – وخاصة أماكن وقوف السيارات غير الآمنة أو أماكن الراحة – جعلتها غير جذابة للكثير من كبار السن حتى لفئة الشباب في بريطانيا. وهي تريد استقطاب أيد عاملة أجنبية غير محلية ولكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أثر على هذا الأمر كثيرا، مما خلق خيارًا صعبًا للشركات البريطانية العاملة في مجال النقل والصناعة وشركات تصنيع المواد الغذائية والتي كانت في أوجها إبان وجود المملكة المتحدة ضمن إطار الاتحاد الأوروبي.
بقلم: لوك ماكجي