“آسيا تايمز”: سياسة بايدن تعقّد التفاوض مع بيونغ يانغ

الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:

من الواضح أن التفاوض مع كوريا الشمالية أصبح أكثر تعقيداً على الرغم من رغبة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتواصل لاستئناف الحوار، وصحيح أن بيونغ يانغ ليست في عجلة من أمرها لاستئناف المناقشات مع واشنطن، على الرغم من ضغط البيت الأبيض لإجراء “مناقشات”، لكن حقيقة الأمر أنه لا يمكن أن تجري “مناقشات” أو “مفاوضات” من دون أجندة واضحة، والتي يجب أن تتضمن خارطة طريق، فقد ألغى بايدن صراحةً سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب تجاه كوريا الشمالية، ويبدو أن هذا أيضاُ دفن قمة سنغافورة واتفاقية نزع السلاح النووي المكتوبة بين كيم جونغ أون وترامب.
هناك العديد من القضايا التي تفصل بين بيونغ يانغ وواشنطن، وخاصة كوريا الجنوبية، كما يجب أن يوضع في الاعتبار دائماُ أنه لا توجد سوى اتفاقية هدنة بين كوريا الشمالية والصين والولايات المتحدة، وهي سارية منذ عام 1953.
بالنسبة للولايات المتحدة، فإن القضية الأساسية هي نزع السلاح النووي، أي القضاء على الترسانة النووية لكوريا الشمالية ووسائل صنع الأسلحة النووية، وهذا أمر معقد للغاية، لأن كوريا الشمالية متقدمة بالفعل في بناء ترسانة أسلحة نووية، علاوة على ذلك، لديها إمكانية استخدام أنظمة مختلفة لإيصال الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية المتقدمة، سواء الأرضية أو التي تُطلق من الغواصات، كما أنها تمتلك صواريخ كروز في ترسانتها، وتعمل على تحسينها من حيث الدقة وحجم الحمولة.
ليس من الواضح تماماً ما هي أنواع الأسلحة النووية الموجودة في ترسانة كوريا الشمالية، فالأنواع الأساسية هي أسلحة الانشطار، والتي عادةً ما يكون لها عائد بالكيلوطن، بالإضافة إلى الأسلحة الانشطارية المعززة المصممة لزيادة حجم الانفجار الذري، حيث أن الاختبارات السابقة للأسلحة النووية وحجم الانفجار تشير إلى أن كوريا الشمالية عززت أسلحتها على الرغم من أنه يمكن إثبات وجود أسلحة اندماجية.
وبحسب ما ورد كان ناتج الاختبار الأخير 140 كيلوطناً ، أي حوالي 10 أضعاف إنتاج قنبلة هيروشيما الانشطارية من اليورانيوم، لكنه لا يزال أقل من نطاق الميجاطن، وقد تمتلك كوريا الشمالية ما يصل إلى 60 سلاحاً نووياً.
في الوقت الحالي، لا تمتلك اليابان ولا كوريا الجنوبية أسلحة نووية، على الرغم من أنه ليس من الواضح إلى متى سيستمر هذا الوضع، فاليابان لديها برنامج إطلاق فضائي تجاري ناضج، وبالتالي لديها القدرة على تحويل صواريخها إلى صواريخ باليستية مسلحة، كما تمتلك مخزونات غير محدودة تقريباً من البلوتونيوم، لذا فإن تصنيع سلاح نووي لن يستغرق الكثير من الوقت بالنسبة للصناعة اليابانية.
واعتماداً على مسار الأحداث في المنطقة قد تشعر اليابان أنه لم يعد بإمكانها الاعتماد على الولايات المتحدة، وفي حالة حدوث ذلك يمكنها أن تصبح دولة نووية بسرعة، على الرغم من أن السياسة الداخلية فيها يمكن أن تمنع ذلك.
ومع ذلك قامت سيئول بحماية المفاعلات النووية لأن واشنطن عارضت الأسلحة بعيدة المدى في ترسانة كوريا الجنوبية، لكن تجربة الصواريخ الباليستية التي أطلقتها من الغواصات في 7 أيلول أثارت أسئلة مهمة في بيونغ يانغ، وقد تشهد بداية سباق تسلح نووي بين الكوريتين.
حتى الآن، يمكن للدول التي لديها قدرة على إطلاق الصواريخ الباليستية، كالولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وروسيا، والصين، والهند (قيد التطوير) ، وكوريا الشمالية (قيد التطوير)، استخدامها لإيصال أسلحة نووية، وتقوم كوريا الجنوبية ببناء فئة جديدة من الغواصات محلية الصنع التي تزن 3000 طن مثل Dosan Ahn Chang-ho التي يمكنها إطلاق صواريخ باليستية أو صواريخ كروز.
ودقة هذه الصواريخ ليست جيدة بما يكفي للأسلحة التقليدية ضد أهداف عالية القيمة، ومع ذلك، فإن الأمر يختلف تماماً مع وجود رأس حربي نووي.
من المؤكد أن أحد الأسباب التي دفعت كوريا الشمالية إلى إطلاق صاروخ كروز “طويل المدى” سريعاً “خلال عطلة نهاية الأسبوع” من 11 إلى 12 أيلول كان الرد على إطلاق كوريا الجنوبية للصواريخ الباليستية SLBM.
وقيل إن الاختبار كان ناجحاً ويمثل “سلاحاً استراتيجياً ذا أهمية كبيرة” وفقاً لحكومة بيونغ يانغ.
ولكن إلى جانب تعقيد الوضع النووي في المنطقة وفي شبه الجزيرة الكورية، فإن لدى كوريا الشمالية قضايا أخرى، إنها تريد معاهدة سلام مع الولايات المتحدة، وسحب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية، والاعتراف الدبلوماسي، وإنهاء العقوبات الاقتصادية على الفور.
إلا أن إدارة بايدن لم تُشر إلى موقفها من قائمة رغبات كوريا الشمالية، ولم تقترح خارطة طريق. في الواقع، من المعروف أن الإدارة تبحث عن محاورين كوريين شماليين، لكنها حتى الآن تبدو من دون جدوى.
خلاصة القول هي أن كوريا الشمالية تنتظر وتراقب، وهذا لن يؤدي بالضرورة إلى رفض صفقة جيدة، إلا أن الأمر يتطلب اقتراحاً أمريكياُ شاملاً لبدء الحوار.

والأسوأ من ذلك أن اندفاع الأحداث الجيوسياسية في جميع أنحاء العالم، وفي شمال وشرق آسيا على وجه الخصوص، من شأنه أن يقلق أي من المشاركين المحتملين بما في ذلك كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية واليابان.

المصدر: Asia Times

آخر الأخبار
أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب  سوريا تفتح أبوابها للاستثمار.. انطلاقة اقتصادية جديدة بدفع عربي ودولي  قوات الأمن والدفاع المدني بوجٍه نيران الغابات في قسطل معاف  قضية دولية تلاحق المخلوع بشار الأسد.. النيابة الفرنسية تطالب بتثبيت مذكرة توقيفه  بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا