الثورة أون لاين – إخلاص علي:
مع التطور التكنولوجي والتّقني الهائل في شبكات الإنترنت وانتشار الهواتف الذكية، ازداد استخدام الأطفال والمراهقين للألعاب الإلكترونية نظراً لما تحتويه من تأثيرات بصرية وسمعية وحسية متنوعة.
بالإضافة إلى اقتناعهم التام بأن هذه الألعاب توفّر لهم التسلية والمرح.
لكنها في حقيقة الأمر تتّسم بالخطورة القصوى في حالة الإفراط باستخدامها دون الشروط والضوابط المحددة فالكثير منها مستوحى من الصراعات والحروب ما يترك أثراً نفسياً وسلوكاً عدوانياً سيئاً عند الأطفال والمراهقين.
ومن جانب آخر يفرح الأهالي بتفاعل صغارهم مع تكنولوجيا العصر بسهولة لكنهم قد يغفلوا عن المبدأ الذي تقوم عليه فكرة مثل هذه الألعاب وهو ” دسُّ السُّم في العسل”
وفي هذا السّياق تشير الاختصاصية التربوية الأستاذة ربا ناصر عن هذه الظاهرة بالقول: إن الألعاب الإلكترونية هي وسيلة ترفيه للتواصل والتفاعل الاجتماعي مع الأصدقاء والأخوة، إذ كثيراً مايتم اللعب ضمن إطار اجتماعي متفاعل، فهي تنمي الذكاء عند الطفل، وتجعله يستجيب لما حوله، وتزيد مستوى التركيز والفهم، وتنمي التفكير بطريقة حل المشكلات واتخاذ القرارات وتنمية الوظائف الإدراكية من خلال تطوير هيكل الدماغ وخلق مسارات عصبية جديدة وأجهزة إرسال لتحسين الأداء.. هذا يتضح في الألعاب الفنية والموسيقية.
وبالحديث عن مساوئ إدمان الألعاب الإلكترونيةأضافت ناصر: إن أي شيء ندمن عليه له سلبيات منها جسدية ونفسية وسلوكية واجتماعية . فكثيراً ماينتج عن الاستخدام المكثف لمثل تلك الألعاب التقاعس عن أداء المهام اليومية،
كما أن أثر ألعاب الفيديو على الجانب الإدراكي والمعرفي يؤدي بشكل مباشر إلى تدني مستوى التحصيل الدراسي..
موضحةً بأن الطفل يمر بمرحلة التجريب، ثم التعاطي بنسب متفاوتة ثم الإدمان مايجعل من الصعب التخلي عنها.
كما أن التعرّض المستمر للشاشات يؤدي إلى مشاكل الأرق وقلة النوم وضعف التركيز، وتحدث بعض الٱثار العقلية مثل التوتر العصبي والنوبات المرضية والتشنجات العصبية وتأثير سلوكي غير محسوس بسبب ألعاب السرعة والقيادة.. كما أن هنالك بعض الٱثار الصحية السيئة مثل السمنة والضعف في العضلات ومشكلات في البصر وصحة العين، بالإضافة إلى أن المكوث لفترات طويلة بوضعية خاطئة يتسبب في الإصابة بمشكلات في العمود الفقري وٱلام في الكتفين والرقبة ومفاصل اليدين.. مع كل هذا وذاك أي شيء نعتدل به لايؤذي.
وعن كيفية تعامل الأهل مع أطفالهم ليتجنبوا مساوئ تلك الألعاب:
أكدّت ناصر أنه من الضروري تهيئة الأجواء لبناء طفل ذكي ومتوازن واجتماعي، بالإضافة إلى تنظيم أوقات استخدام الألعاب الإلكترونية لدى أطفالهم فيجب تحديد وقت معين خلال اليوم لاستخدامها ولوقت قصير.
كما نبّهت إلى التعاطي الخاطئ للآباء مع هذا الخطر واللجوء إلى حرمان أبنائهم وإقامة قطيعة مع هذا النوع من التسلية بعد بلوغ مرحلة الإدمان.
مع أهمية ملء أوقات فراغ الأطفال بأنشطة وهوايات مفيدة ومرافقته إلى الحدائق بعيداً عن جو الالكترونيات.
ويبقى الأهل هم القدوة في هذا المجال، فعليهم الاعتدال في استخدام أجهزة الموبايل، و عدم الانجرار للألعاب الإلكترونية أو ممارسة اللعب عليها بكثرة وخصوصاً أمام الطفل لأنه بالمحصلة أي طفل هو صورة عن أهله