تعد الترجمة وسيلة مهمة لتحقيق التواصل بين المجتمعات، فهي تعبر عن حاجتهم وتعكس تقدمهم في مجالات المعرفة المختلفة، فالترجمة أمر حتمي لمواكبة التقدم الحضاري ونقل المعلومات وتبادل الثقافات، من هذا المنطلق دأبت المؤسسات الثقافية في سورية على دعم الترجمة وتطويرها إيماناً منها أن التفاعل بين الثقافات والحضارات المختلفة يعتمد في الأساس على الترجمة.
اليوم دعت وزارة الثقافة السورية – الهيئة العامة للكتاب بالتعاون مع جامعة دمشق – المعهد العالي للترجمة ومجمع اللغة العربية واتحاد الكتاب العرب واتحاد الناشرين السوريين لحضور فعاليات الندوة الوطنية للترجمة 2021 تحت عنوان (التجربة الوطنية السورية في الترجمة)، حيث قدم المشاركون عدداً من الجلسات المهمة التي تحدثت عن الترجمة وأهميتها وصعوباتها ..الخ .
لاشك أن تجربة وزارة الثقافة وتحديداً الهيئة العامة السورية للكتاب غنية في هذا المضمار، فهي قدمت العشرات من الأعمال المترجمة التي لاقت صدى طيباً لدى القراء، وبالتالي كانت هذه الندوة بمثابة الوقوف على حال الترجمة وأين وصلت وماذا تحتاج؟
لكن السؤال: هل نحن راضون عن تجاربنا الفردية في الترجمة؟ وهل ثمة عوائق تحتاج إلى دعم مؤسساتي حتى نصل إلى مانطمح إليه في مجال الترجمة؟.
لقد أمست الترجمة أداة لا غنى عنها، فمن خلالها تتجدد اللغات وتتطور وتعزز حيويتها وقدرتها بالإضافة إلى دورها الكبير في إثراء وتطوير اللغة بحدّ ذاتها، وبالتالي يصبح لزاماً علينا أن يكون هناك استراتيجيات وخطط مدروسة نفعّل من خلالها دور الترجمة والمترجم الذي يعاني الكثير حسب تعبيره، فالمترجم في هذا العصر الذي تقاربت فيه الأبعاد وتكاثفت المؤتمرات والمحاضرات حول هذا الموضوع يجب أن يصل إلى عمق كل نص أدبي أو تاريخي لا أن يتناول موضوعات قديمة ومألوفة وربما مكرورة، أو يتعامل مع كتب ومراجع قديمة لاتفي بالغرض، فهذا سيجعل الصدى باهتاً ودون الطموح حتى ولو بذل المترجم جهوداً مضاعفة لتميز ترجمته.
الحقيقة إننا لسنا بأحسن حال، لكن هذه الصورة لا تنفي الجهود المبذولة من قبل المؤسسات والأفراد للنهوض بالترجمة، وبالتالي نقول: إنه يجب التفهم للواقع الثقافي الحقيقي ودراسته، كما يجب متابعة مايُنشر في أهم المنافذ الثقافية العالمية وفرز الهام منها والمناسب والمُتابع لنقوم بعد ذلك بإصداره، فبذلك وحده يكون دورنا الذي نطمح به فعالاً وله صدى إيجابي في الداخل والخارج.
رؤية -عمار النعمة