الثورة أون لاين:
مع حلول الخريف، حين تتساقط أوراق الشجر ويقصُر النهار، تُسابق الدببة البنية في ألاسكا الزمن لالتهام أكبر كمية من سمك السلمون. يأتي ذلك بهدف زيادة وزنها لأقصى حد من أجل البقاء على قيد الحياة خلال فترة البيات الشتوي.
وفي متنزه كاتماي الوطني، يتنافس بعض هذه الدببة الضخمة أيضا ضمن أسبوع “الدب السمين”، وهو احتفال سنوي يقام في ألاسكا احتفاء بهذا الحيوان الذي يرمز للشراهة ووفرة الطبيعة.
وعلى مدار 7 أيام بدءا من الأربعاء، سيشارك عشاق الحياة البرية في تصويت عبر الإنترنت لاختيار أسمن دب من بين 12 من أكثر الدببة البنية ضخامة في المتنزه والتي التُقطت لها صور ومقاطع مصورة في نهر بروكس الغني بسمك السلمون.
بدأت فكرة أسبوع “الدب السمين” عام 2014 بعرض ليوم واحد قبل أن يصبح أسبوعا كاملا في العام التالي.
وقالت ناعومي بوك المسؤولة عن الإعلام في متنزه كاتماي إن الحدث يزداد شعبية كل عام مع وصول التصويت عبر الإنترنت إلى ما يقرب من 650 ألف صوت عام 2020 مقارنة مع نحو 55 ألفا في 2018.
فانه من السهل فهم سبب الشعبية التي يتمتع بها هذا الحدث، وهو أن الدببة السمينة تجلب السعادة للناس.
وقالت “تقدم (الدببة) على فعل لتكون بصحة جيدة لكن لا يمكننا نحن القيام به، وهو أن تكون سمينة”.
والدببة السمينة هي محور كل شيء في هذا الأسبوع، فصورها مطبوعة على القمصان وأقداح القهوة وغيرها من المشتريات والتذكارات. بل إن هناك منهجا دراسيا خاصة بها يتعرف من خلاله الطلاب على علم الأحياء والبيئة والحياة البرية.
وتعد دببة كاتماي من بين أضخم الدببة في العالم، وذلك بفضل السلاسل الوفيرة من سمك السلمون التي تصل إلى النهر من خليج بريستول في جنوب غرب ألاسكا.
ويمكن أن يزداد وزن دببة كاتماي، التي يبلغ عددها حوالي 2200، ليصل إلى أكثر من 453 كيلوجراما بسبب ما تلتهمه من طعام في فصل الصيف. ويمكن لتلك الدببة أيضا أن تفقد ثلث وزنها أثناء البيات الشتوي.
وكانت عودة أسماك السلمون بأعداد قياسية إلى خليج بريستول هذا العام، في أعقاب موجات هجرة كبيرة لها في السنوات القليلة الماضية، بمثابة هبة بالنسبة للدببة الصغيرة في كاتماي. وقالت بوك “استفادت الدببة من ولادتها في زمن الوفرة”.
وقالت بوك إنه حتى الدببة الأكبر سنا ضخمة للغاية، مستشهدة على ذلك بالدب ووكر الذي يبلغ من العمر 14 عاما. وقالت “لم يكبر في السن، لكن حجمه ازداد بالتأكيد”.