الثورة أون لاين:
حصد النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، هداف فريق بايرن ميونيخ الألماني، جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في قارة أوروبا خلال الموسم الماضي، لكن وراء هذا النجاح دائماً ما نكتشف بعض الأسرار.
فقد لعب نظام ليفاندوفسكي الغذائي الغريب دوراً كبيراً في بقائه بالقمة، وأعطاه قوة هائلة للمحافظة على نفسه بعيداً عن الإصابات، فهو لاعب قاتل داخل منطقة الجزاء، بمجرد أن تسنح له الفرصة سيكون جاهزاً لهزّ الشباك.
يحاول بعض اللاعبين تجنّب الحلوى، لكن ليفاندوفسكي لا يفعل ذلك، والفضل في نوعية طعامه هو لزوجته آنا ستاتشورسكا، الرياضية المميزة في الكاراتيه وصاحبة ميداليات وأرقام عديدة، لكنّ سرّها يكمن أيضاً في أنهّا أخصائية تغذية حاصلة على شهادة من جامعة (جوزيف بيلسودسكي) للتربية البدنية في وارسو، وهي التي تقف خلف النظام الغذائي الذي تتبعه هي وزوجها.
يتجنّبان في البيت جميع الأطعمة السريعة أو المقلية وحليب الأبقار والدقيق، يبدأون وجباتهم بالحلوى، غالباً ما تكون براوني كاكاو نقية، يتبعها اللحم أو السمك وتنتهي بحساء أو سلطة.
قد يبدو ترتيب وجباتهم غريباً بالنسبة للكثيرين، لكن النتائج موجودة ليراها الجميع، وهي واقع ملمومس ترجمه ليفاندوفسكي إلى جسد منحوت بأدق التفاصيل. وتدير آنا أعمالها المتخصصة في مجال التغذية، وتقدم خططًا وإجراءات غذائية من خلال صفحتها على إنستغرام وكذلك يوتيوب. سرٌ آخر من أسراره هو (العائلة). في إحدى المناسبات، قال : تأتي الطاقة والقوة في الأنشطة اليومية من العائلة وتساعد كثيراً في هذا المجال.
قصص ليفا المثيرة
عندما كنت في السادسة من عمري، كنت أشاهد روبرتو باجيو في كأس العالم 1994. عندما كان عمري بين 10 و14 عاماً، كان أليساندرو ديل بييرو أفضل لاعب بالنسبة لي، ثم كان مثلي الأعلى هو تييري هنري، لقد كان رائعاً، لم يكن الأمر كيف سجل الأهداف ولكن ما فعله للفريق، بهذه العقلية يؤكد ليفاندوفسكي أنه يسعى دائماً للتطور وخدمة الفريق، الطموح الدائم جعله في مكانٍ ما يتفوق على اللاعبين الذين تحدّث عنهم جميعاً من ناحية عدد الأهداف.
أعطاه والده كرزيستوف ليفاندوفسكي اسم روبرت ليسهل عليه الانتقال إلى الخارج بصفة لاعب كرة قدم محترف، كان كرزيستوف (توفي عام 2005)، بطلًا بولندياً في الجودو، ولعب أيضاً كرة القدم لهوتنيك وارسو في الدرجة الثانية.
عائلة روبرت رياضية بامتياز، والدته إيونا كانت لاعبة كرة طائرة سابقة لنادي (آ.ز.أس وارسو) ولاحقاً نائبة رئيس بارتيزانت ليسزنو، أما شقيقته ميلينا فتلعب أيضاً الكرة الطائرة ومثلت المنتخب الوطني تحت 21 عاماً.
غالباً ما يبقى ليفاندوفسكي بعد التدريبات للقيام بتمارين معينة ليصبح أكثر إتقاناً، كما أن شخصيته تلعب دوراً مهما. يقول في إحدى المقابلات: يجب اتخاذ القرار في جزء من الثانية، إذ ترددت فقد تفقد فرصتك، لذلك أثناء دخولك إلى الميدان لا ينبغي أن يكون هناك سوى المباراة والرغبة في الفوز!
رجل ذكي وطموح
رغم ممارسته كرة القدم وتحقيقه الكثير من الأرقام والأهداف، استطاع ليفاندوفسكي في تشرين الأول 2017، بعد يوم من تسجيله هدفًا لمساعدة بولندا في التأهل لكأس العالم 2018، إنهاء بكالوريوس التربية البدنية، إضافة إلى التدريب والإدارة في أكاديمية التربية الرياضية في وارسو.
معرفته ودراسته في مجال التربية البدنية تعطيان ليفاندوفسكي دراية أوسع في المحافظة على جسده، يعرف كيف يتدرب من دون أن يتعرّض للإصابة قدر المستطاع، رغم أن عامل السنّ أحياناً يلعب دوراً مهما. عُرف ليفاندوفسكي بأعماله الخيرية وآخرها كان التبرّع بمبلغ مليون يورو لمواجهة جائحة فيروس كورونا، لكنه أيضاً رجل يعمل خارج الميدان، إذ يستثمر بشكلٍ أساسي في الشركات الناشئة والتجارة الإلكترونية، إضافة إلى امتلاكه وكالة متخصصة في الاتصالات.