الثورة أون لاين- جهاد الزعبي – عبد الله صبح:
معبر نصيب الحدودي “شريان الحياة ” كما وصفه الاقتصاديون والأهالي بدرعا، عاد للتدفق خيراً على سورية بعد سنوات من الإغلاق بسبب الاعتداءات الإرهابية المسلحة عليه فقد تقرر إعادة افتتاح المعبر بعد اجتماعات تنسيقية رسمية بين الجانبين السوري والأردني على مستوى الوزراء.
* المواطنون وفرحة العودة..
ساد بانطلاق العمل في المعبر جو من الارتياح والفرحة لدى جميع القادمين والمغادرين، وكان للثورة أون لاين جولة مع المواطنين الذين عبَّروا عن سعادتهم بعودة الأمن والأمان للمعبر وكامل المحافظة على يد أبطال الجيش العربي السوري.
وأشار محمد علي /مغادر/ أنه في غاية السعادة لافتتاح المعبر وتمكنه من السفر بيسر وسهولة.
وقالت هدى محمد /قادمة/ من الخليج إن افتتاح المعبر هو خطوة هامة لفك الحصار الجائر على سورية.
وشكر “هشام فهد” الحكومة السورية على جهودها الكبيرة على إعادة افتتاح المعبر وتسهيل قدوم ومغادرة المسافرين.
* السائقون: ١٠٠ شاحنة يومياً..
وأوضح بعض سائقي الشاحنات أنهم بغاية السعادة بعد تنشيط حركة عبور ومغادرة الشاحنات وخاصة التي تحمل الخضار والفواكه نحو الخليج، لافتين إلى أنه تم تحديد عبور نحو ١٠٠ شاحنة نحو الأردن يومياً حسب الاتفاق بين الجانبين، مؤكدين على أهمية زيادة العدد لأن التأخير بالحدود يكلفهم مصاريف كبيرة وخاصة الشاحنات المبردة التي تحمل خضاراً وفواكه.
* شريان هام..
الأمور تسير بشكل ممتاز ويتم إنجاز معاملات المسافرين وعبور ومغادرة الشاحنات بشكل سريع وسلس مع الالتزام بتعليمات الوقاية من فيروس كورونا، وإجراء التحليل المطلوب، هذا ما بيَّنه العقيد “مازن غندور” رئيس مركز الهجرة والجوازات بالمعبر. مؤكداً أن المعبر يشهد حالياً حركة عبور ومغادرة كثيفة للمسافرين ونقل البضائع.
* إلغاء النقل التبادلي..
ولفت “غندور” إلى أنه تم إلغاء عملية “النقل التبادلي” التي كان معمولاً بها بسبب جائحة كورونا، ويتم حالياً السماح بالدخول أو الخروج مباشرة لمركبات الشحن أو حافلات المسافرين بعد إجراءات التفتيش والتدقيق، حيث يسمح لشاحنات الترانزيت بالدخول للأردن باتجاه السعودية والخروج من الأردن باتجاه القطر.
* بوابة حيوية..
يُعتبر معبر نصيب الحدودي على الحدود السورية / الأردنية أحد البوابات الحيوية الهامة في القطر كما قال المهندس “قاسم المسالمة” رئيس غرفة تجارة وصناعة درعا، ولفت إلى أنه من أضخم المراكز الحدودية في الدول العربية وأكثرها تطوراً، ويعود سبب ذلك لموقعه واتساع مساحته وحداثة أبنيته، إضافة لوقوعه على الطريق الدولي الذي يربط مدينتي دمشق وعمان الأردنية حيث يبعد عن مدينة درعا نحو 15 كم ويمتد على مساحة تقارب الـ / 2600/ دونم، ويتألف من ساحات لوقوف السيارات الشاحنة والسياحية في اتجاهي القدوم والمغادرة بحيث ينفصل خط سير الشاحنات عن خط السيارات السياحية ويضم المعبر ثمانية أبنية إدارية، وأربع صالات للهجرة والجوازات والجمارك، وقسمين للركاب والمسافرين، ولسيارات الشحن، كما يضم المعبر أروقة لتفتيش السيارات السياحية مؤلفة من عدة مسارب بهدف اختصار الوقت وإتمام الإجراءات بسرعة، وقد تم وضعه بالخدمة أواسط التسعينيات.
* خدمات متعددة..
ويوجد بالمعبر عدة جهات عامة لتقديم الخدمات للمسافرين والشاحنات وتوفير الراحة للسياح. بالإضافة لوجود محطة وقود ومسجد وساحة خاصة للحجاج وفندق من الدرجة الثالثة مؤلف من 26 غرفة وجناحين، ومركز صحي ومركز استعلامات سياحي، ومركز للحجر النباتي والحيواني، وقاعة شرف لاستقبال الوفود الرسمية، وكوة للمصرف التجاري، ومكتب للاتحاد السوري لشركات التأمين من أجل التأمين على السيارات بمختلف أنواعها، وقد روعي في تصميم المعبر القدرة على استيعاب تطور حركة السيارات وازدياد عددها في القدوم والمغادرة بين سورية والبلدان المجاورة حيث تستوعب الساحات المعبدة فيه نحو 3000 سيارة سياحية وشاحنة دفعة واحدة وقد بلغت كلفة إنجازه الإجمالية حوالي مليار وربع المليار ليرة وهو رديف لمركز حدود درعا – الرمثا في درعا البلد.
وكانت المجموعات الإرهابية المسلحة قد سيطرت على المعبر عام 2015 وعاثت به خراباً ودماراً، وتضررت جميع محتوياته من أبنية ومراكز خدمية وبنى تحتية ما أدى لقطع الطريق أمام عبور رئيسي لمئات الشاحنات (الترانزيت) التي تنقل البضائع بين سورية ولبنان ودول الخليج العربي ومصر حيث يعتبر شرياناً هاماً وحيوياً للصادرات، وحالياً وبعد تحرير كامل محافظة درعا على يد أبطال الجيش العربي السوري وعودة الأمن والأمان واستعادة المعبر بدأت الجهات المعنية بإجراء الصيانة وإعادة تأهيل المعبر ووضعه بالخدمة.
* تأهيل الأبنية والساحات..
وفي مجال إعادة التأهيل والصيانة قامت ورشات الفرع 6 بمؤسسة الإسكان العسكرية منذ عام ٢٠١٨ بأعمال إعادة تأهيل البنى التحتية والمنشآت والساحات ومباني الهجرة والجوازات والجمارك والساحات العامة والمسارب، وغيرها من أبنية ومرافق كانت قد تعرضت للتخريب.
أما في مجال الاتصالات والانترنت فقد أكد المهندس “أحمد الحريري” مدير فرع اتصالات درعا أنه تم العمل لإيصال خدمات الاتصالات والانترنت للمعبر، حيث تم تأمين عدة خطوط اتصال لاسلكية، بالإضافة لخدمات الانترنت ووحدة نفاذ ضوئية.
* مركز حجر نباتي وحيواني..
مدير زراعة درعا المهندس “عبد الفتاح الرحال” أكد أن المديرية عملت على تأهيل وتشغيل مركز الحجر النباتي والحيواني بالمعبر وذلك من أجل الكشف على الإرساليات النباتية الواردة والصادرة والعابرة، حيث يقوم المركز بمنح الشهادات الصحية النباتية للإرساليات الصادرة ومنح شهادة إفراج عن الإرساليات الواردة للقطر للتأكد من سلامتها من الحشرات الحجرية الواردة في الأنظمة والقوانين الحجرية كما يقوم المركز بإجراء التحاليل للعينات التي تتطلب ذلك وإرسالها للمخابر المعتمدة في وزارة الزراعة.
* صيانة الاتستراد الدولي..
وبيَّن مدير فرع الطرق والجسور المهندس “عفيف الزعبي” أن الجهات المعنية ذات العلاقة قد أجرت كل الاستعدادات المطلوبة لإعادة افتتاح المعبر والبدء باستقبال حركة عبور الشاحنات والمسافرين بالتعاون والتنسيق مع الوزارات المعنية الأخرى، حيث تم بالتنسيق مع فرع المواصلات الطرقية إعادة تأهيل الطريق الدولي – أوتوستراد دمشق- درعا حتى معبر نصيب الحدودي – وتم إصلاح العبارات والجسور المتضررة وصيانة الطريق لاستقبال الشاحنات المغادرة والقادمة من وإلى المعبر.
* وأخيراً:
نقول أن الجهود الحكومية أثمرت في إعادة افتتاح معبر نصيب الحدوي وعودته ليكون شرياناً يغذي القطر اقتصادياً ويتم من خلاله تصدير المنتجات السورية للأردن والخليج ومصر