الثورة أون لاين- محمود ديبو
لم يعد الأمر بحاجة إلى جولات سرية أو مفاجئة لنكتشف أن هناك سوءاً في صناعة الرغيف في عدد من المخابز، ولعل مثل هذا الإجراء بات خارج حسابات أي من الذين اعتادوا المخالفة واعتمدوها بأسلوب عيش بالنظر إلى كونها وسيلة لتحقيق المزيد من الأرباح والموارد المالية.
فاليوم إذا قلنا إن هناك جولات سرية وأن نمط الرقابة سيعتمد على مفاجأة المخالفين وضبطهم متلبسين بالجرم المشهود، قد لا نكون قد أضفنا لعمل الرقابة شيئاً جديداً، كما أننا لن نكون قد أضفنا مزيداً من التوقعات المتفائلة بأن مثل هذا الأسلوب سوف يكون له نتائج ملموسة على مستوى جميع الأسواق والفعاليات التجارية والصناعية والسياحية وغيرها التي يحدث في بعضها مخالفات تتراوح في شدتها ومستواها.
ولكي لا نكون متشائمين كثيراً نقول إن الاستمرار في هذه الخطوات وتكريسها إلى جانب باقي الإجراءات المتبعة من قبل الجهات الرقابية التموينية يمكن أن تحدث أثراً، لكن قبل ذلك لا بد من تعزيز قدرات تلك الجهات الرقابية ودعمهم بالأدوات اللازمة للقيام بمهامهم بالشكل الأمثل، فكما سمعنا منذ سنوات وما زلنا نسمع أن هناك نقصاً شديداً في عدد الكوادر الرقابية التي تعمل على الأرض، إضافة إلى مشكلات الانتقال والتنقل وغيرها.
هي عملية تحتاج بالضرورة توافر كل عناصرها المطلوبة لتنجح وتؤتي أوكلها، والرقابة الفعلية تبدأ من رقابة الضمير، الرقابة الذاتية لمختلف مقدمي الخدمات وتضييق الدوائر على السلوك غير الصحيح في مختلف المجالات، ويأتي بعد ذلك دور الجهات الرقابية في المتابعة.
لكن ما يجري في أسواقنا اليوم يتنافى كثيراً مع هذه النظرة الإيجابية، حيث تحل الفوضى وينتشر الغش والتلاعب والتدليس واستغلال المستهلكين باعتماد أساليب الاحتكار ورفع الأسعار والتحكم غير المقبول ببعض المنتجات الأساسية لحياة المستهلكين.