إقبال غير مسبوق للشباب السوري على القطاعات المهنية المطلوبة في سوق العمل

الثورة أون لاين – نهى علي:

تبلورت قناعات جديدة لدى الشباب السوري، بأن التعليم يجب أن يفضي إلى فرصة عمل حقيقية، ومصدر دخل مجزٍ يلبي متطلبات الحياة التي باتت باهظة بكل معنى الكلمة، بعيداً عن الاختصاصات التي تكون الشهادة العلمية فيها عبئاً على حامليها.
ويمكن من خلال الرصد المتأنّي لاتجاهات الشباب مجال التعليم وتحصيل المهارات المهنية، يمكن ملاحظة أن ثمة توجهات غير تقليدية جديدة، تركز على جوانب مهنية تنطوي على فرص عمل كبيرة، وهذا انعطاف جيد من وجهة نظر خبراء التنمية الذين يرون أن ظروف الأزمة وصعوبات الحياة هي ما تكفل تحقيق هذه الانعطافة، بعدما أخفقت كل محاولات التوعية والتوجيه وزرع القناعات بأهمية التعليم المهني في مختلف المجالات والقطاعات.
وبدا التعليم المهني البحري خلال العامين المنصرمين هدفاً للكثير من الشباب السوري، الباحث عن اختصاصات تؤدي إلى سوق عمل مضمونة ومجزية لجهة الدخل والعائد المادي، وتم بالفعل هذا العام رصد حالة إقبال غير مسبوقة على التعليم البحري، من قبل الطلاب وأهاليهم لكونه تعليماً واعداً ومطلوباً في سوق العمل البحري.
وتؤكد الأرقام الراشحة عن وزارة النقل، أن سوق العمل البحري يحتاج سنوياً إلى آلاف الخريجين، بالتالي سجلت مفاضلة القبول هذا العام في الصف الأول الثانوي أرقاماً مميزة، سواء بعدد المتقدمين 711 طالباً، أو من حيث الحد الأدنى لعلامات شهادة التعليم الأساسي للقبول التي بلغت على التوالي: 2484 لثانوية اللاذقية، و2518 لثانوية طرطوس.

وتعزو الوزارة الإقبال الكبير من قبل الطلاب على التسجيل في ثانويتي النقل البحري إلى أن العمالة على السفن مطلوبة بشكل كبير جداً لكون العامل خريج هذه المدارس يحصل على رواتب مغرية شهرياً، الأمر الذي بدا جليّاً خلال التقديم لمفاضلة التسجيل في الثانويتين المهنيتين البحريتين في اللاذقية وطرطوس، حيث بلغ عدد المتقدمين 711 متقدماً، تم قبول 216 طالباً منهم، في حين بلغت علامة الحد الأدنى للقبول في ثانوية النقل البحري في اللاذقية 2484، وفي طرطوس 2518، وهذا يؤشر على نوعية ومستوى الطلاب الذين يتقدمون للتسجيل في هذا الصنف من الثانويات المهنية، كما يؤشر أيضاً إلى الوعي لدى الأهل في أهمية التعليم المهني الذي كان لفترات طويلة محط شك وعدم رغبة في التسجيل به.
وبلغ عدد الطلاب للعام الدراسي الحالي 2021/ 2022 في اللاذقية 357 طالباً موزعين بالشكل التالي: 135 طالباً في الصف الأول الثانوي، و133 طالباً في الصف الثاني الثانوي، و89 طالباً في الصف الثالث الثانوي موزعين على مهنتين هما: (ملاحة بحرية- ميكانيك بحري).
كما يبلغ عدد الطلاب في ثانوية النقل البحري في طرطوس للعام الدراسي الحالي 221 طالباً، منهم 91 طالباً في الأول الثانوي، و72 طالباً في الصف الثاني الثانوي، و58 طالباً في الثالث الثانوي، وبلغ عدد الطلاب الذين انتسبوا للثانويات البحرية 7586 طالباً منذ إحداثها، وتم تخريج حتى الآن 5288 خريجاً.
هذا وتعمل وزارة النقل على افتتاح ثانويات مهنية بحرية جديدة في كل من جزيرة أرواد وبانياس، وفي اللاذقية وجبلة، كما سيتم العام القادم افتتاح ثانويتين للنقل البري في كل من ريف دمشق وحلب، ومستقبلاً في باقي المحافظات، إضافة إلى البحث عن مكان مناسب لإعادة افتتاح ثانوية النقل الجوي.
بقي أن نشير إلى أن التعليم المهني في وزارة النقل شهد قفزة نوعية، ولا سيما في مجال النقل البحري قياساً لعمر تأسيسه، فثانوية النقل البحري تأسست في اللاذقية عام 1988، وفي طرطوس عام 2014، كما أن الوزارة – وفقاً لتصريحات المعنيين فيها – أعطته كل الرعاية والاهتمام، وخصصت مديرية مركزية في الوزارة تعنى به.. ويلتحق القسم الأكبر من الخريجين بالأكاديميات البحرية، والأوائل يلتحقون بالجامعات والمعاهد المقابلة، وفي الكليات التطبيقية، وقسم يلتحق مباشرة بالعمل على متن البواخر والعائمات البحرية بصفة بحّارة .
يذكر أن التوسع الأفقي في المنشآت التعليمية للمهن البحرية في سورية، قد أعفى الطلاب الراغبين بهذه الاختصاصات من تكاليف السفر إلى الخارج لدراسة هذه الاختصاصات ” قبرص..اليونان ..إيطاليا” كما ضمن بقاء الكوادر داخل البلاد، إذ كان الكثير من الطلاب المسافرين للتحصيل العلمي – المهني، يبقون في الخارج للعمل نظراً لتفوقهم وتمسّك البلدان المضيفة بهم، بالتالي كانوا يشكلون خسارة كبيرة لقطاع النقل البحري السري الآخذ بالانتعاش حالياً، والباحث عن كوادر وطنية مدربة ومؤهلة تأهيلاً علمياً أكاديمياً.

آخر الأخبار
من الإصلاح الداخلي إلى الاندماج الدولي... مسار مصرفي جديد متدربو مدارس السياقة بانتظار الرخصة انضمام سوريا المرتقب إلى التحالف ضد "داعش".. مكاسب سياسية وأمنية الدفاع المدني يُخمد حريقاً كبيراً في الدانا ويحمي المدنيين من الخطر عودة الدبلوماسيين المنشقين.. مبادرة وطنية تساهم بإعادة بناء الوطن إغلاق معمل "الحجار" يعود لارتفاع التكلفة وضعف الكفاءة التشغيلية إلزام المنتجين بتدوين سعر البيع للمستهلك ..هل يبقى حبراً على عبوة ؟!    المراكز الزراعية.. تحديات الرواتب المنخفضة وفوضى المدخلات تهدد الأمن الغذائي التحليل الإحصائي للبيانات يعزز استقرار النظام المصرفي حرق النفايات حلّ.. في طياته مشكلات أكبر بين الإصلاح والعدالة طفرة الذكاء الاصطناعي هل تنتهي ؟ التغذية والرياضة..لتجاوز سنّ اليأس بسلام وراحة مؤسسة بريق للتنمية ..دعم مبادرات الشباب واليافعين والمرأة كيف يشعر الإنسان بالاغتراب في المكان الذي ينتمي إليه؟ مبادرات مجتمعية تنهض بالنظافة في حي الزاهرة بدمشق التضليل الإعلامي.. كيف تشوه الحقائق وتصنع الروايات؟ "نسمع بقلوبنا" عشر إشارات تكسر حاجز الصمت جدران مصياف تروي قصصاً فنيّة اتفاق الكنائس والإدارة الذاتية حول المناهج التعليمية.. خطوة تهدئة أم بداية لتسوية أوسع..؟