يدرك القاصي والداني أن سورية هزمت الإرهاب وتنظيماته المتطرفة، وتجاوزت آثار المخططات الاستعمارية ضدها بفضل صمود شعبها وتضحيات جيشها، كما ويدرك الجميع أنه لم يعد للدول الراعية للإرهاب فيها إلا الرحيل عن الأراضي السورية، وفي مقدمتها تركيا والولايات المتحدة.
لكن هذه الحقائق مازالت تتجاهلها منظومة العدوان بقيادة واشنطن، ومازالت هذه الأخيرة ومعها النظام التركي يجهدان نفسيهما للاستمرار في احتلال الأراضي السورية ونهب ثروات السوريين، وكذلك لرسم خرائط المنطقة برمتها من أجل مصالحهما ومخططاتهما الشريرة، ومن أجل ضمان أمن الكيان الإسرائيلي العنصري وأجنداته الشريرة.
والمفارقة هنا أن واشنطن التي تتبجح بالدفاع عن حقوق الإنسان وتطبيق الشرعية الدولية هي التي تدوس عليهما، ففي الوقت الذي يطالبها العالم بالرحيل عن سورية وسحب قواتها من الجزيرة وإنهاء احتلالها لها فوراً لأن وجودها احتلال منذ البداية ولا شرعية له ولم تكن إلا داعماً ومسانداً للإرهابيين، فإن هذه الأخيرة تمارس الإرهاب وتدعم تنظيماته وتحتل الأرض وتخالف القوانين الدولية وتضع العصي في عجلات الحل السياسي، والأمر ذاته ينطبق على النظام التركي الاحتلالي.
لا بل إن واشنطن وأدواتها في منظومة العدوان، وبدلاً من رفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، وإنهائها الحصار الجائر والعقوبات الظالمة التي حرمت السوريين من الدواء والغذاء والطاقة فإنها ماضية في تشديد هذه العقوبات بذرائع واهية، متجاهلة أن إجراءاتها تمثل جريمة ضد الإنسانية.
البقعة الساخنة -بقلم مدير التحرير أحمد حمادة