الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:
قال خبراء إن التحالف الدفاعي الثلاثي الجديد AUKUS الذي تم تشكيله لمواجهة الصين، سيجهد وحدة الآسيان وتكاملها مع انقسام الدول الإقليمية بشأن الاتفاقية، مشيرين إلى أنه إذا أدى إلى اندلاع سباق تسلح، فإنه يهدد بزعزعة استقرار المنطقة.
وفي مواجهة الخطر الذي يلوح في الأفق المتمثل في اختلال التوازن الجيوسياسي والانجرار إلى الاختيار بين قوتين عظميين، يتوق أعضاء الآسيان إلى التوصل إلى إجماع حول كيفية التعامل مع الاتفاقية.
ومع ذلك قال الخبراء إنه بغض النظر عن الموقف الذي تتخذه الكتلة جماعياً، فإنها ستعتبر الولايات المتحدة، الجاني في كسر التوازن الإقليمي، فهي “مسبب رئيسي للمتاعب”، وعليها أن تدرك أن الخلافات حول “أوكوس” تشير إلى مدى سذاجة تشكيل تحالف في المنطقة ضد الصين.
وفي الاجتماع السادس لوزراء خارجية مؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا عبر الفيديو، حث عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية وانغ يي الدول الآسيوية على النظر في طبيعة الشراكة الأمنية الثلاثية لمفوضية الاتحاد الأفريقي، واستراتيجية الولايات المتحدة للمحيطين الهندي والهادئ والاتفاق على معارضة أي محاولة تنتهك الإرادة المشتركة لدول المنطقة وتخرب السلام والاستقرار الإقليميين.
تم تشكيل AUKUS ، الشراكة الأمنية الثلاثية في منتصف أيلول بين أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة، وتتضمن اتفاقية لتعزيز القدرة الدفاعية الأسترالية من خلال نقل التكنولوجيا للغواصات التي تعمل بالطاقة النووية والقدرات الأخرى تحت الماء. ويُنظر إليه إلى حد كبير على أنه جهد أمريكي للتحالف لاحتواء الصين في جنوب شرق آسيا.
وقسمت هذه الاتفاقية دولاً في جنوب شرق آسيا، حيث حذرت إندونيسيا وماليزيا من أنها قد تؤدي إلى سباق تسلح بين القوى العظمى المتنافسة في المنطقة، بينما أيدتها الفلبين، وهي حليف قوي للولايات المتحدة.
وقال وزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين أمام البرلمان إن الاجتماع المقرر عقده الشهر المقبل مع نظرائه من الآسيان سيوفر فرصة للكتلة للاتفاق على رد مشترك على “AUKUS”.
وقال: علينا العمل دائماً على ضمان استقرار المنطقة، بغض النظر عن موازين القوى بين الولايات المتحدة أو الصين.
كما أكد وزير الخارجية الإندونيسي ريتنو مارسودي بعد التوقيع على الاتفاقية، إن إندونيسيا لا تريد تصعيد سباق التسلح وعرض القوة لأن هذا سيهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتثبت AUKUS ، باعتبارها أول اتفاقية أمنية متعددة الأطراف في منطقة المحيطين الهندي والهادئ منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، أنها ضربة لوحدة الآسيان، وقد تزيد من تعميق الشقوق بين الكتلة.
وقال تشن شيانغ مياو، زميل باحث مساعد في المعهد الوطني لدراسات بحر الصين الجنوبي إن الاختلاف في الاستراتيجيات الأمنية والاحتياجات المتنوعة والاعتماد على الحماية والتعاون الأمني الأمريكي، إلى جانب الاعتراف المتنوع بـ “التهديدات الأمنية” الصينية، أدى إلى ردود فعل مختلفة تجاه AUKUS ، وتوقع أنه سيكون من الصعب للغاية على الآسيان التوصل إلى توافق حول AUKUS وموقفهم المنقسم بشأن الاتفاقية سيردع التكامل الأمني والسياسي للكتلة، أو حتى يشكل تحدياً لتحقيق مخطط المجتمع السياسي والأمني لرابطة أمم جنوب شرق آسيا لعام 2025.
وأضاف تشن إنه بالمقارنة مع الاتحاد الأوروبي، فإن التكامل السياسي والأمني لرابطة دول جنوب شرق آسيا لا يزال في مهده، ومن ثم نادراً ما يسعى أعضاء الكتلة إلى “الأمان الجماعي”. وأكد أن مخاطر أستراليا التي رفعت قوتها العسكرية ستلقي بأعضاء الآسيان في جولة جديدة من سباق التسلح.
كما حذر الخبراء من أن تشكيل AUKUS قد يقلب أعضاء الآسيان مرة أخرى ضد الولايات المتحدة، لأنهم يرون أن واشنطن “مسبب رئيسي للمشاكل” في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وفي حالة تنفيذ المشروع ستصبح أستراليا الدولة السابعة في العالم التي تمتلك غواصات نووية بعد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين والهند وروسيا.
وأعرب الكثيرون عن رأي مفاده أنه بعد الحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية، من المرجح أن تسعى أستراليا أكثر للحصول على أسلحة نووية في المستقبل، على حد قولهم.
وعلى الرغم من تأكيدات واشنطن لدول الآسيان بأنها لن تجبرهم على اتخاذ موقف، إلا أن AUKUS أثبت أن الوعود الأمريكية هي نفاق.
وقال” تشن” إن الكتلة تعلمت من تاريخها المؤلم أن الصراعات لا يمكن إلا أن تلحق الضرر بتنميتها، مشيراً إلى أن المنطقة ترى الولايات المتحدة، المهووسة بحشد الحلفاء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، على أنها “عامل زعزعة للاستقرار” وليس”حامياً” على الإطلاق.
ترجمة: ميساء وسوف
المصدر: Global Times