الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
جرائم الاحتلال الممنهجة بحق الشعب الفلسطيني مستمرة وهي جرائم حرب ضد الإنسانية وتؤكدها الأدلة اليومية من خلال الممارسات القمعية من اعتقالات واقتحامات وهدم منازل المواطنين والسعار الاستيطاني وتقطيع أوصال الجغرافيا الفلسطينية، ناهيك عن سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الأسرى المرضى للقضاء على حياتهم أو خروجهم من السجن بعاهات مستديمة، إضافة إلى انتهاكات إدارة السجون بحق الأسرى المضربين عن الطعام ضد سياسة الاعتقال الإداري، وكل هذا الإجرام يجري على مرأى ومسمع المجتمع الدولي المتواطئ.
في هذا السياق اقتحم 400 مستوطن بتعزيزات عسكرية، اليوم السبت، أراضي منطقة “خلة النحلة” قرب قرية واد رحال جنوب بيت لحم.
وأفاد عضو مجلس قروي واد رحال عمار حجازي بأن هؤلاء المستوطنين من مستوطنة ” افرات” اقتحموا خلة النخلة، وانتشروا في مواقع مختلفة من المنطقة، رافعين الأعلام الصهيونية.
وفي وقت لاحق، نصب المستوطنون 6 بيوت متنقلة وعدداً من الخيام في تلك المنطقة.
يذكر أن آليات الاحتلال قد جرفت الأربعاء الماضي 10 دونمات مزروعة بأشتال الزيتون في المنطقة المذكورة، كما دمرت جدراناً استنادية وقواعد بناء منزل قيد الإنشاء.
وفي الوقت الذي لا يكف فيه الاحتلال عن استهداف المنازل وعمليات الهدم والاستيلاء فقد أجبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم مواطناً مقدسياً في وادي الجوز بالقدس المحتلة على هدم منزله.
وأوضحت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال أجبرت عائلة جابر على هدم منزلها في وادي الجوز، والمقام منذ 40 عاماً، بعد أن أخطرته بهدمه، وإجباره على دفع غرامة مالية باهظة في حال عدم هدمه المنزل بنفسه.
ومع تصاعد الانتهاكات الصهيونية بحق الأسرى يواصل سبعة أسرى، إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رفضاً لاعتقالهم الإداري، أقدمهم الأسير كايد الفسفوس المضرب منذ 101 يوم.
وحذر المستشار الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه لـ”وفا”، من خطورة الأوضاع الصحية للأسرى المضربين، خاصة الفسفوس، والقواسمة المضربان منذ أكثر من ثلاثة أشهر، حيث يزداد الخطر عليهم، وهناك خشية من إمكانية تعرضهم لانتكاسة صحية مفاجئة، أو استشهاد أحدهم، خاصة نتيجة نقص كمية السوائل في الجسم.
ولفت عبد ربه إلى أن نيابة ومحكمة الاحتلال تتهربان من اتخاذ قرار بوقف أمر اعتقالهم الإداري، وهذا بمثابة قتل بطيء لهم.
وأفادت الهيئة في تصريح سابق، بأن أطباء الاحتلال في مستشفى “كابلان” حاولوا تغذية الأسير القواسمة (24 عاماً) قسرياً، بالمحاليل والمدعمات، في محاولة لكسر إضرابه المفتوح عن الطعام ضد اعتقاله الإداري.
في الأثناء قالت وزارة الخارجية والمغتربين إن المواقف الدولية المعلنة لا ترتقي لمستوى فظاعة إرهاب الاحتلال ضد منظمات المجتمع المدني، ولا تتناسب مع خطورة وفظاعة الجرائم المستمرة بحق شعبنا.
وأوضحت الوزارة في بيان صدر أن قرار الاحتلال تصنيف 6 منظمات حقوقية فلسطينية كمنظمات إرهابية يشكل عدواناً صارخاً على شعبنا، ودولته، وقوانينها.
وأشارت إلى أن هذه المواقف غير كافية، ولم تخرج عن المألوف، فإعلان الولايات المتحدة الأميركية عن “قلقها” بين الحين والآخر من السلوك الاستعماري والاستيطاني الإسرائيلي المتواصل يطرح الكثير من التساؤلات حول مدى “تأثير” و”فاعلية” هذا القلق الذي تُعرب عنه أيضاً العديد من الدول في إجبار دولة الاحتلال على وقف انتهاكاتها وجرائمها.
وأكدت ضرورة انتقال المجتمع الدولي من مربع البيانات الشكلية والصُورية إلى الفعل الحقيقي والخطوات المُلزمة القادرة على كبح جماح الاحتلال، مشيرة إلى أن المواقف المُعتادة والمُجترة من حيث الفحوى والمفردات لم تنجح في إنهاء معاناة أبناء شعبنا، أو وقف المشاريع الاستيطانية التي تتضاعف سرعتها يوما بعد يوم، أو رفع يد الاحتلال ومتطرفيه عن المقدسات، أو وضع حد لاعتداءات المستوطنين.