الثورة اون لاين – تحقيق : سهيلة اسماعيل:
لا يخفى على أحد الضرر الناتج عن سقاية المزروعات من خضار وفواكه بمياه ملوثة حيث تسبب في المستقبل امراضا كثيرة تكون نتيجتها سلبية على صحة الإنسان وقد وجدت الكثير من الدول حلا لتلوث المياه وأحدثت محطات المعالجة لتصبح المياه قابلة للاستخدام سواء في الزراعة ٱو غيرها ٠ وإذا كانت محطات المعالجة مكلفة ماديا فهناك محطات المعالجة النقطية الأقل كلفة والتي تؤدي الغرض المطلوب وهو تنقية المياه ٠
*تلوث مياه السد..
ما دفعنا إلى الحديث عن تلوث المياه وأضرارها على المزروعات ما وردنا من شكاوى تفيد بأن مياه سد تلدو في ريف حمص الشمالي ملوثة بسبب منصرفات الصرف الصحي للقرى والبلدات الواقعة غربي تلدو ؛ حيث تشكل جميع منصرفات تلك القرى حوضا ساكبا للسد وتصب منصرفاتها باتجاه المجاري والأودية المائية التي تنتهي في السد و يقوم مزارعو تلدو بسقاية اراضيهم الزراعية بمياه السد الملوثة ٠
*نريد حلاً..
أكد عدد من مزارعي تلدو أنهم يعرفون أن المياه ملوثة وهم مضطرون لاستخدامها لأنه لا بديل عنها لذلك فإنهم يطالبون الجهات المعنية بإيجاد حل لمشكلة تلوث مياه السد لتكون نعمة لهم بدل أن تصبح نقمة عليهم ٠
*السد وأهميته ..
وقبل التوجه لسؤال المعنيين عن المشكلة نذكر أن سد نلدو من السدود المهمة جدا في محافظة حمص لأنه يحجز مياه عدد من السيول القادمة من السفوح الشرقية لجبل الحلو. ويبلغ طوله 1769م وطاقته التخزينية 15.5 مليون م3 من الماء , يستفاد منه في ري أراضي سهل الحولة الزراعية التابعة لمدينة تلدو ومدينة كفرلاها وتل ذهب , الفائض من المياه يذهب إلى سد الرستن, المنطقة المحيطة بالسد وبحيرة السد مزروعة بالأشجار الحراجية على مساحة 4هـ ، بينها أشجار السرو و (الكينا) والصنوبر , وتربى في بحيرة السد أسماك الكارب .
*الحل :المحطات النقطية ..
وفي اتصال هاتفي مع مدير الموارد المائية في حمص المهندس “إسماعيل إسماعيل” قال : قامت مديرية الموارد المائية بتوجيه كتب لرؤساء بلديات القرى والبلدات الواقعة غربي منطقة تلدو لإنشاء محطات معالجة نقطية وزرعها بالنباتات لتخفيف تراكيز التلوث الناتج عن منصرفات الصرف الصحي. لكن وحتى الآن لم تستجب أي بلدية من تلك البلديات وبقي الوضع على ما هو عليه . فعمدت المديرية إلى توجيه إنذارات للوحدات الإدارية وتم تنظيم ضبوط مائية بحقهم وإحالتها إلى القضاء المختص ليبت فيها. وتقوم المديرية بإجراء تحليل دوري لمياه سد تلدو وهي حتى الآن مطابقة للبيئة المائية والمواصفات المسموح بها حيث تتخلص المياه من الكثير من العوالق قبل الوصول إلى السد.
*البيئة : لا علاقة لنا..
أما مدير مديرية البيئة في حمص المهندس “طلال العلي” فقال بخصوص موضوع تلوث مياه سد تلدو: يأتي دورنا بعد دور مديرية الخدمات الفنية المعنية بإقامة شبكات للوحدات الإدارية ووصلها إلى المحاور الإقليمية التي تنتهي بمحطات معالجة مركزية أو نقطية وأضاف أن التوجه الحالي لإحداث محطات نقطية لعدة أسباب وفي مقدمتها الكلفة المادية المرتفعة للمحطات المركزية ولأن المحطات النقطية تعالج المياه قبل وصولها إلى مكان الصبيب , وهناك حطة لإحداث محطات نقطية في معظم مناطق المحافظة وستكون الأولوية للمناطق القريبة من مصادر المياه. أما بالنسبة لدور مديرية البيئة فيقتصر على المتابعة مع الجهات المعنية بالتنفيذ ولا علاقة لنا بإحداث المحطات وربما يستغرق الأمر فترة من الزمن لكنه سرعان ما يتحسن مع إحداث المحطات .