«لا قصائد مشفّرة .. بعد الدّمار والخراب في مدينتي»

 

الملحق الثقافي:حوار: عبد الحكيم مرزوق:

يقول الأديب د. «نزيه بدور» عن ديوان الشّاعر د. «عادل مرعي» الصادر هذا العام، وتحت عنوان :»لم أكن أعلم»: «في الديوان شغفٌ وحنينٌ وصدقٌ في العاطفة»، مشيراً إلى تأرجُح الشّاعر بين التزامه بالقافية وبين إكسابه للشّعر موسيقاه، لافتاً إلى أنّه «ديوانٌ ممتازٌ وممتعٌ ومبشّرٌ بالخير».
ويقول الشّاعر «رفعت ديب» عنه: «أشعارُ الدكتور جاءت تعبيراً صادقاً عن معاناة حقيقية عاشها في زهوِ شبابه»، مبيّناً إبداع الشّاعر في صوره الشّعرية ومفرداته، وتعابيره المشحونة بطاقاتٍ عاطفيّة وإنسانيّة حارة.
أمّا ما قاله مؤلّفه الشّاعر د. «عادل مرعي» فكان ردّاً على مجموعة من الأسئلة، وعبر الحوار التالي:
 ما الذي أردتَ قوله من خلال ديوانك الشعريّ هذا؟..
  لم تكن هناك رسائل مشفّرة، لقد عبّرت عن مجموعة أحاسيس ومشاعر، عن طريق الشّعر. لكن، يمكن للقارئ أن يستخلص رسالة واضحة من خلال ديواني «لم أكن أعلم» عنوانها الصدق .
 ما أسباب تفجّر الموهبة الشّعرية لديك، بشكلٍ متأخّر؟.
  أعتقد أن الإنسان، يستطيع وكلّما ابتعد عن الفلسفة الماديّة، واقترب من الفلسفة المثالية، أن ينتقل إلى أبعادٍ جديدة، ويكتشف ذاته أكثر.. كنت مؤمنٌ ولفترةٍ طويلة من حياتي، بالفلسفة الماديّة التي تعتقد بالمادة، وبأنها أنتجت الوعي، وأن كلّ الوعي مرتبطٌ بالعقلِ الإنسانيّ. لكن تحوّلت إلى الفلسفة المثاليّة الموضوعيّة، التي تعتقد بأن الوعي مسؤولٌ عن إنتاج المادة والعالم الماديّ كلّه، وأعتقد أن اختلاف النظرة الفلسفيّة للأمور، كان له دورٌ في تطوّر تجربتي الشّعرية.
أما عن تفجّر موهبتي في سنِّ الخمسين: أغلب الدراسات العلميّة والاحصائيّة تشير إلى أن معظم حالات الإنتاج الفكريّ، تحدث ما بين عمر 23 و 35، بعدها تنخفض النسبة، وأنا أعتقد أنني لست الوحيد، فهناك الكثيرين قدموا إنتاجات فكريّة بأعمارٍ متقدّمة .
 الشّعر موهبة جميلة للتعبير عن مكنونات الإنسان، متى بدأت رحلتك مع الكلمة الشّاعرة، وكيف؟..
  أنا من هواة الأدب والثقافة، مُذ كنت في المرحلة الثانوية، وخاصة الأدب الروائيّ والشّعر، ولكن هذه الهواية بقيت ضمن إطار الاهتمام والاطّلاع، ولم تتبلور إلى تجربةِ أدبيّة إبداعيّة، وقد رافقتني هذه الاهتمامات، طيلة سنوات دراستي الجامعية للطبّ البشري، وحتى بعد اختصاص الجراحة العامة.. لم أفكّر يوماً دخول المجال الأدبيّ الإبداعيّ، ولكن في عام 2015 كتبت قصيدة لمدينتي حمص بعنوان :»يا حمصُ»، وكانت أوّل قصيدة أكتبها في حياتي. إن آثار الدمار والخراب الذي رأيته في مدينتي، بعد انقطاع عن زيارة المدينة لأكثر من 3 سنوات، أثار في نفسي الكثير من المشاعر التي عبرت عنها في قصيدتي هذه.. بعدها، لم أكتب أيّ قصيدة إلى نهاية عام 2018 وبداية عام 2019 حيث بدأت أكتب الشّعر بشكلٍ عفويّ وتلقائي. عندها أدركت أنني أمتلك موهبة شّعريّة يمكن البناء عليها، ولم يأت عام 2020 حتى وجدت نفسي أمتلك أكثر من 60 قصيدة، فقرّرت أن أختار عدد منها، وأن أطبع أول ديوان شعريّ لي، وهو ديوان غزلي بعنوان :»لم أكن أعلم».
 ألا تعتقد أنك تأخرت بإصدار ديوانك الشعري الأول؟.
  لم أتأخّر بالعكس، أرى أنني كنت متقدّماً في هذه الخطوة، نظراً لأنني لم أبدأ بكتابة الشّعر إلا قبل سنةٍ واحدة من إصدار الديوان، ولكنني أعترف أنني تأخرت في اكتشاف هذه الموهبة لدي، وعندما كان عمري50 سنة في عام 2019 .
 هل تعتبر أن دخولك عالم الشّعر كان مصادفة؟.
  أعتبر أنه نقطة مفصليّة في حياتي، وما ديواني هذا إلا خطوة بسيطة في هذا العالم السحري، وما هو إلا رسالة حبٍّ وفيض تعبير صادق، لا يمثّل إلا القليل مما هو موجودٌ في بحرِ المشاعر الإنسانية الحقيقي .
 هل ساعدت دراستك الجامعية على صقلِ موهبتك الشّعرية؟
  ليس فقط دراستي الجامعية، أنا أعتقد أن كلّ التجارب الحياتية التي يمرّ بها الإنسان الشّاعر، تساهم في بناء شخصيته، كإنسان أولاً ثم كشاعرٍ، بالإضافة إلى مستوى ثقافته، وليس فقط بالأدب والشّعر، وإنما في كلّ نواحي الحياة الأخرى، كالفنّ والتاريخ والموسيقا والعلوم التقنيّة والتكنولوجيا، بالإضافة إلى نظرةِ الإنسان الشّاعر، ورؤيته الفلسفيّة للحياة والإنسان.
 بمن تأثرت من الشعراء ؟.
  تأثّرت بثلاثةِ شعراء: المتنبي، نزار قباني، محمود درويش، فأنا أرى في شعر المتنبي، الكبرياء والشجاعة والاعتداد بالنفس وقيم الصداقة والوفاء، وفي شعر «نزار قباني» قيم الجمال والحبِّ والعنفوان، وأرى أنه أعطى للأنوثة ما تستحق من قيمةٍ إنسانيّةٍ، أما في شعر «محمود درويش» فأرى الشّاعر الفيلسوف، الذي يأخذنا إلى أماكنٍ غير متوقعة، ويُرينا صوراً مدهشة وعوالم جديدة.
 هل لديك مجموعات شعريّة جديدة بصددِ الإصدار؟..
  أنا بصددِ التحضير لديواني الثاني، الذي سيصدر السنة القادمة إنشاء الله، وهو بعنوان :»الشّاعر والأميرة».

التاريخ: الثلاثاء26-10-2021

رقم العدد :1069

 

آخر الأخبار
تأمين الكهرباء إسعافياً للمناطق المتضررة في اللاذقية من الحرائق قريباً.. تأمين الكهرباء لريف حلب ضمن خطة شاملة لإعادة الإعمار تأهيل مدرسة عندان.. خطوة لإعادة الحياة التعليمية نحو احترافية تعيد الثقة للجمهور.. الإعلام السوري بين الواقع والتغيير خبير مصرفي لـ"الثورة": الاعتماد على مواردنا أفضل من الاستدانة بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. مفوضية اللاجئين تتوقع عودة نحو 200 ألف سوري من الأردن بحلول نهاية 2025 السيف الدمشقي.. من فولاذ المعركة إلى برمجيات المعرفة إعادة دمج سوريا بمحيطها العربي مؤشر على تشكيل تحالفات جيوسياسية واعدة عبر البوابة البريطانية.. العلاقات السورية الأوروبية نحو انطلاقة جديدة امتحان الرياضيات لطلاب البكالوريا المهنية- المعلوماتية: بين رهبة المادة وأمل النجاح الخبيرمحي الدين لـ"الثورة": حركة استثمارية نوعية في عدة قطاعات الرئيس الشرع يتقلد من مفتي الجمهورية اللبنانية وسام دار الفتوى المذهَّب حرب إسرائيل وإيران بين الحقائق وإدعاءات الطرفين النصرالمطلق ألمانيا تدرس سحب الحماية لفئات محددة من اللاجئين السوريين "قطر الخيرية" و"أوتشا".. تعزيز التنسيق الإنساني والإنمائي في سوريا بعد 14 عاماً من القطيعة .. سوريا وبريطانيا نحو شراكة دبلوماسية وثيقة 10 مناطق لمكافحة اللاشمانيا بدير الزور الاقتصاد الدائري.. إعادة تدوير لموارد تم استهلاكها ونموذج بيئي فعال الحرائق في اللاذقية .. التهمت آلاف الهكتارات من الغابات والأراضي الزراعية