الثورة أون لاين:
الميتافيرس، مصطلح يتردّد في الأخبار التقنية أخيرًا؛ يقول المتخصّصون وخبراء التقنية والمحلّلون الرقميون إنّه “مستقبل الإنترنت”.
ما هو الميتافيرس؟ يُعرّف كثيرون الميتافيرس بـ “النسخة المنقّحة من العالم الافتراضي، بحيث يُمكّن المستخدمين من التفاعل في بيئة ثلاثيّة الأبعاد، بدلًا من الجلوس ورؤية “العالم الافتراضي” على الشاشة حصرًا، وذلك في تقنيّة تجمع بين الواقعين الافتراضي والمعزّز”. وثمة تعريف آخر للميتافيرس، مفاده بأنه “عالم من المجتمعات الافتراضيّة التي لا نهاية لها، والمترابطة، بحيث يمكن للناس الالتقاء والعمل والتسوّق واللعب، باستخدام سمّاعات الواقع الافتراضي أو نظّارات الواقع المعزّز أو تطبيقات الهواتف الذكية أو الأجهزة الأخرى”. عن الميتافيرس، قالت محلّلة التقنيات الناشئة، فيكتوريا بيتروك إنّه “يحمل التطوّر في عالم الاتصالات، حيث تبدأ كل هذه الأشياء في التلاقي في عالم سلس وشبيه، ومن خلاله يعيش الفرد حياته الافتراضيّة بالطريقة عينها التي يعيش بها حياته المادية”.
كان أشار الروائي الأميركي نيل ستيفنسون إلى المصطلح، وذلك في رواية Snow crash الصادرة في عام 1992م. الرواية مصنّفة في فئة الخيال العلمي، وتناقش فكرة لجوء البشر إلى العيش في العالم الافتراضي المجسّم.
صرّحت شركة “فيسبوك” أخيرًا أنها ستخصّص مبلغ 50 مليون دولار لتطوير الميتافيرس؛ فقد ذكر المؤسس مارك زوكربيرغ أن “الشركة ستشترك مع المنظمات المدنية والخاصّة والحكومية والجهات غير الربحية وبعض الجامعات، في تطوير منتجات تدعم الميتافيرس”. 
وقال إنّ “أقسام الشركة ستركّز على إنتاج منتجات للمجتمع والمبدعين والتُجّار والواقع الافتراضي، وستعمل “فيسبوك” بشكل متزايد لتحقيق هذه الرؤية، حيث وظّفت 10 آلاف موظف من دول أوروبيّة لهذا الغرض”. وأضاف: “أعتقد أنّ الأمر الأكثر إثارةً للاهتمام هو: كيف ستُجمع هذه الموضوعات معًا في فكرة أكبر”. وعلى الرغم من أن زوكربيرغ ينوي جعل شركته قائمة بالكامل على مجال الميتافيرس، في غضون خمس سنوات، إلّا أن أولى المنتجات المبنية على الميتافيرس قد تستغرق من 10 أعوام إلى 15 منها، حتى تصبح في المتناول.
الجدير بالذكر أن شركة “فيسبوك” قامت بالعديد من المساهمات، في مجال دعم التقنيات الناشئة، أبرزها: سيطرتها على الشركة الأميركيّة Oculus الرائدة في مجال إنتاج نظارات الواقع الافتراضي. وثمة شائعات تشير إلى رغبة شركة “فيسبوك” في تغيير اسمها، في إثر ذلك التوجّه الجديد.
هناك قدر كبير من الإثارة والترقّب من الأفراد والشركات والمستثمرين لما ستحمله هذه التقنية، وتأثيراتها في الواقع والحياة، إذ يرى بعض الخبراء أن الفرد سيصبح قادرًا على الذهاب إلى حفلة موسيقية افتراضية، والقيام برحلة عبر الإنترنت، وشراء الملابس الرقمية وتجربتها. أضف إلى ذلك، سيساعد الميتافيرس الأشخاص الذين يعملون من المنزل، من خلال مكالمات الفيديو، حيث سيعتادون على رؤية زملائهم، افتراضيًّا، وبطريقة لم تجرّب من قبل.