الثورة أون لاين – مها الداهوك:
لم يكن خافياً على المتابع لمجريات الحرب الإرهابية التي شنت على سورية على مدى السنوات العشر المنصرمة الدور الإرهابي القذر الذي عمل النظام الإجرامي التركي على لعبه في هذه الحرب.
فأسلوب النفاق السياسي الذي ينتهجه اللص أردوغان، إضافة لدعمه اللا محدود للتنظيمات الإرهابية، يؤكد أن تركيا طرف رئيسي من أطراف منظومة العدوان والإرهاب، حيث يلهث من خلالها المجرم العثماني لتحقيق بعض من أحلامه التوسعية في المنطقة ومحاولته إحياء عهد سلطنة أسلافه السفاحين.
ففي حين يراوغ أردوغان عبر المحافل الدولية وفي الاجتماعات الخاصة بحل الأزمة في سورية عبر إيهام الآخرين بأنه الراعي الداعم للحلول السلمية، تواصل قواته المحتلة في ذات الوقت دعمها العسكري واللوجستي للجماعات الإرهابية في شمالي وشمالي شرق سورية، ضارباً عرض الحائط بجميع القرارات ومخرجات اجتماعات أستانا ولقاءات سوتشي التي كان يسعى النظام التركي المجرم من خلالها للوصول إلى وقف العمليات العسكرية السورية الروسية ضد تنظيماته الإرهابية المسلحة، في حين كانت قواته المحتلة تستغل الهدنات المتفق عليها من أجل تمرير عمليات تهريب السلاح الحربي واللوجيستي للمجموعات الإرهابية في مناطق خفض التصعيد تلك، في سعي واضح ومستمر لتعزيز نقاط القوات التركية المحتلة عبر هذا الدعم.
فقد عملت قوات الاحتلال التركي وعلى مدى سنوات الحرب الإرهابية على سورية على إدخال العشرات من الأرتال العسكرية واللوجستية لدعم التنظيمات الإرهابية في أرياف إدلب والحسكة والرقة وفي مقدمتها تنظيم “هيئة تحرير الشام” الإرهابي الذي تتزعمه “جبهة النصرة” الإرهابية، وكان من بينها أسلحة نوعية لاستخدامها في الاعتداء على نقاط الجيش العربي السوري والقرى والبلدات الآمنة في أرياف إدلب وحماة واللاذقية.
وما زالت عمليات تهريب الأسلحة للتنظيمات الإرهابية المتواجدة هناك مستمرة عبر الحدود التركية حتى اليوم، حيث أدخلت قوات الاحتلال التركي 200 آلية عسكرية من معبر خربة الجوز غير الشرعي إلى ريف إدلب الغربي في إطار تعزيز نقاط احتلالها ودعمها المباشر للتنظيمات الإرهابية التي تنتشر في المنطقة الشمالية من البلاد.
مصادر أهلية وإعلامية ذكرت في هذا السياق أن “أكثر من 200 آلية تابعة للقوات التركية المحتلة محملة بأسلحة نوعية وذخائر ومواد لوجستية دخلت عبر معبر خربة الجوز غير الشرعي على دفعتين وانتشرت في ريف إدلب الغربي وجبل الزاوية إلى الشمال الغربي من المحافظة لتنفيذ الأجندات العدوانية ضد السوريين في المناطق التي تنتشر فيها قوات المحتل التركي”.
أما في الشمال الشرقي وتحديداً في منطقة رأس العين التابعة للريف الشمالي الغربي لمدينة الحسكة، فتواصل قوات المحتل التركي دعم مرتزقتها في المنطقة عبر تعزيزات عسكرية قامت بإدخالها للمنطقة بالتزامن مع تكثيف اعتداءاتها على القرى والبلدات الآمنة بريف الحسكة الشمالي الغربي.
وذكرت وكالة سانا نقلاً عن مصادر أهلية في ريف الحسكة قولها “إن تعزيزات عسكرية تابعة للاحتلال التركي شملت آليات ومدرعات وناقلات جند وأسلحة نوعية وإمدادات لوجستية وصلت للإرهابيين في منطقة رأس العين وتزامنت هذه التعزيزات مع تحليق مكثف للطيران المسير للاحتلال التركي في أجواء المنطقة على طول الشريط الحدودي”.
وتأتي هذه التطورات مع تصعيد المحتل التركي ومرتزقته الإرهابيين من عدوانهم على القرى في ريف الحسكة حيث اعتدت مجدداً على منازل المدنيين في قرى تل شنان وتل كيفجي وتل جمعة بالإضافة إلى قرية الدردارة ما أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة في المنازل ودمار بعضها بشكل كامل وسط نزوح ما تبقى من الأهالي في المنطقة.
التواجد التركي غير الشرعي في الشمال السوري والأوهام العثمانية بالسيطرة عليه لن تتعدى كونها أضغاث أحلام سيبددها إصرار أبطال الجيش العربي السوري على مواصلة محاربة الإرهاب وداعميه حتى استعادة كل شبر أرض ما زال محتلاً، ولن يبقى لمحتل غاصب موطئ قدم فيها.