الثورة اون لان – ميساء الجردي:
ضمن ثلاثة محاور رئيسية حول أسس تطبيق وتبني نظام الزراعة الحافظة كحزمة زراعية متكاملة وأهميته في تحسين التربة، وتقانات حصاد المياه وانجازات اكساد في الاستفادة القصوى منها للأغراض الزراعية المختلفة، والتعرف على الأسس النظرية لإنتاج الكومبوست وطرائق تحضيره، انطلقت اليوم فعاليات ورشة العمل المشتركة بين جامعة دمشق ومنظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والاراضي القاحلة أكساد في كلية الزراعة بدمشق تحت عنوان ( الزراعة الحافظة وحصاد المياه واضافة الكومبوست).
خلال الافتتاح أكد الدكتور نصر الدين العبيد مدير عام منظمة أكساد سعي المنظمة من خلال هذه الورشة مشاركة المجتمع الدولي توجهاته نحو حشد الجهود لحماية النظم البيئية وإعادة تأهيل الموارد الطبيعية والتخفيف من الآثار السلبية للتغيرات المناخية لما فيها من فائدة للإنسان والطبيعة، مشيرا إلى ضرورة تضافر الجهود مع الباحثين في دولة المقر سورية وكلية الزراعة وكل العاملين في هذا القطاع للحد من آثار التغيرات المناخية ونشر حصاد المياه والكومبوست وهي مكونات مهمة لنا لان الزراعة الحافظة تعمل على ترشيد المياه بأكثر من 35% وهو أمر مهم للمحافظة على كميات الأمطار وتحقيق الأمن الغذائي.
وقال العبيد إننا نوظف جهودا علمية تساهم في تحقيق أهداف المبادرات العالمية لتنمية المستدامة وتحييد تدهور الأراضي والسير باتجاه الاقتصاد الأخضر والحد من المخاطر البيئية، مبينا أهداف الورشة في الاستفادة من خبرات أكساد في تطوير البحث العلمي والزراعي التطبيقي ونقل وتوطين التقانات الزراعية الحديثة في مجالات تطبيق حصاد مياه الأمطار وخاصة في المناطق المنحدرة والجبلية، وكذلك الاستفادة من المخلفات العضوية لإنتاج كومبوست التي تشكل تغذية متوازنة لأنواع المحاصيل وتطبيق نظام الزراعة الحافظة.
مشيرا إلى عدد من المشاريع الناجحة التي حققتها أكساد في سورية بلد المقر وحققت نتائج كثيرة في التنوع الحيوي والبيولوجي بشقيه النباتي والحيواني، ومنها ما تحقق خلال الفترة الماضية من انتاج مخصب عضوي حيوي حقق زيادة على القمح لأكثر من 30% ، وما علمت عليه من استنباط سلالات كثيرة من القمح والشعير متحملة للتغيرات البيئية والاحتباس الحراري.
بين الدكتور فراس حناوي نائب رئيس جامعة دمشق للبحث العلمي أهمية المحاور المطروحة في الورشة من الناحية المعرفية والتطبيقية وإطلاع الباحثين والطلاب على أنماط جديدة في مختلف مجالات البحوث الزراعية. مشيرا الى الأنشطة الكثيرة التي تقوم بها جامعة دمشق التي كانت سباقة في عقد هذه اللقاءات العلمية المتميزة للاستفادة من المستجدات الحديثة، الأمر الذي يساهم في ايجاد الحلول للمشكلات التي تعترض خطط التنمية.
من جانبه أكد الدكتور عبد النبي بشير عميد كلية الزراعة بجامعة دمشق أن الهدف الرئيسي لهذه الورشة هو التغلب على التغيرات المناخية الحاصلة في المنطقة من قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة والتغيرات في نسبة الكربون في التربة لذلك فإن الأبحاث المقدمة من قبل المشاركين تعطي لمحة عن الزراعة الحافظة التي تعتبر اليوم من أهم الطرق التي أدخلتها اكساد إلى القطر العربي السوري للتغلب على التغيرات المناخية والتي استطاعوا من خلالها توفير ما يقارب 40% من المياه وخاصة بعد أن تبين غياب الأمطار في الشهر العاشر والحادي عشر من كل سنة والتي لا تفي بغرض الزراعة.
مشيرا إلى ما قامت به اكساد من مشاريع أخرى تتعلق بحصاد المياه في سورية بلد المقر لنتغلب على الجفاف ونقص المياه من خلال السماد العضوي وهو الكومبوست الذي يعتبر مواد نباتية متحللة. لافتا إلى أن أكساد حصلت على مادة جديدة يتم تطبيقها في الأبحاث العلمية وقد اعطت توفير في المياه تفوق نسبة 20% مع رفع غلة المحصول.
وبين عميد الكلية أهمية الورش العلمية التي تقام بالكلية في دعم الطلاب وتوجيههم للتركيز على هذه المواضيع الهامة وتقديم أفكار جديدة في مشاريعهم وأبحاثهم تكون قابلة للتطبيق.
الدكتورة رجاء الصالح مدرسة في قسم الموارد الطبيعية والمتجددة بينت أهمية الورشة لكونها تتزامن مع الاهتمام العالمي للتغير المناخي وتساعد بالتعريف على تقانات هامة جدا تتعلق بالتكيف مع التغيرات المناخية خاصة بعد ملاحظة نقص كميات المياه خلال السنوات الأخيرة من انحباس الأمطار خلال شهري تشرين الأول والثاني وارتفاع كميات الامطار في شهر معين، لتبين ضرورة تدخل ما يسمى حصاد المياه واضافة الكومبوست التي تعتبر مادة مخصبة تعمل على تحسين نوعية التربة وايقاف تدهورها والاحتفاظ بالمياه بهدف الوصول إلى التنمية المستدامة وخاصة أن 60% من استهلاك المياه يذهب لصالح القطاع الزراعي.
تأتي الورشة ضمن الاتفاقيات التعاون العلمي بين جامعة دمشق والمنظمة وتستمر لمدة ثلاثة أيام يشارك فيها خبراء وباحثون متميزون يعملون على الأرض، وأكثر من 100 متدرب من الطلاب.