الهندسة المعلوماتية بدمشق.. أعداد تفوق القدرة الاستيعابية وحاجة كبيرة لتجديد المخابر وتعيين أساتذة جامعيين
الثورة أون لاين – ميساء الجردي:
رغم أهميتها العلمية الكبيرة وحداثتها مقارنة بباقي كليات جامعة دمشق وما تخرجه من مئات المبدعين في مجال المعلوماتية إلا أنها تعاني من إشكاليات عدة وأهمها الأعداد الكبيرة في القبول الجامعي وعدم تحقيق نسبة الأستاذ إلى الطالب ومضي سنوات طويلة دون تجديد الأجهزة والكمبيوترات وغيرها من الأمور التي تحدث عنها الدكتور صلاح دوه جي عميد كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة دمشق مبيناً أن القبول في الكلية يتضمن المفاضلة العامة التي تعطي أعداداً كبيرة قد تصل إلى 600 طالب سنوياً وهذا أكبر من قدرة الكلية بكثير، وطلاب مفاضلة الموازي، وطلاب وأبناء الهيئة التدريسية، والطلاب الذين لم يقبلوا بالسنة التحضيرية، لتصل أعداد طلاب السنة الأولى مع الراسبين إلى حوالي 1500 طالب، الأمر الذي يسبب مشكلة للكلية التي لا تستوعب هذه الأعداد، وخاصة أن أعداد الطلاب في السنوات الخمس أصبح يفوق الـخمسة آلاف طالب وطالبة.
وأكد الدوه جي أن ذلك خلق مشكلة في تقديم الدروس وعدم وجود أمكنة كافية على المدرجات لتتسع لعدد الطلاب الكبير أثناء المحاضرات، وفي موضوع المخابر وخاصة أنهم طلاب كلية تطبيقية، حيث يتم تقسيم الطلاب إلى فئات وشعب، ويضطر الأستاذ لإعادة الدرس أكثر من مرة، على الرغم من أن الكادر التدريسي في الكلية قليل ممن هم على الملاك وبالتالي يوجد عدم توازن بين الطلاب المقبولين في الكلية وخاصة في السنوات الأولى وبين الناجحين وأعداد الهيئة التدريسية.
نقص كبير بالكوادر التدريسية..
وبين عميد الكلية أنه منذ ما يقارب عشر سنوات لم يتم قبول أساتذة جامعيين في الكلية ولم يعين في الكلية أي دكتور جامعي، وما كان في المسابقة الأخيرة هو قبول لعدد قليل جداً، متمنياً من المحاولة الجديدة التي أعلنت عنها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مؤخراً أن تحل هذه الإشكالية، وخاصة أن جزءاً من المشكلة يعود لعدم الرغبة في العمل بالكلية بسبب ضعف الأجور والرواتب مقارنة بما يأخذه الدكتور في سوق العمل والجامعات الخاصة. وعليه فإن الكلية تستعين بطلاب الماجستير كواجب عليهم تجاه الكلية للمشاركة في العملية التدريسية.
الواقع العملي..
مع أن كافة التجهيزات في كلية المعلوماتية بدمشق تعتبر حديثة مقارنة بالكليات الأخرى ولكن منذ عام 2000 وحتى الآن لم يدخل أي جهاز جديد إلى هذه الكلية يقول عميد الكلية إنه حتى تاريخ عام 2009 كانت الأمور جيدة، إلا أن التراجع أصبح واضحاً بالنسبة للتجهيزات والكمبيوترات والمخابر التي لم تعد تستوعب هذه الأعداد الطلابية وخاصة أن عددها 12 مخبراً فقط، منها 6 مخابر مقدمة للجامعة الافتراضية لتقديم الامتحانات. إضافة إلى عدم كفاية أعداد المهندسين المشرفين على هذه المخابر والاستعانة بمكتب طلابي تطوعي هو الذي يقوم بهذه المهمة وبالتعاون مع شركة خاصة تقوم بمهمة الصيانة. ولكن الذي يساعد في تسهيل الأمور بحسب الدكتور دوه جي ما تحمله المناهج من مرونة وتحديث للمعلومات بما يواكب تطورات الواقع وذلك لكونها مناهج مكتوبة على شكل أفكار عامة.
من أكاديمي إلى تأهيلي..
وفيما يتعلق بالدراسات العليا يوجد في كلية المعلوماتية بدمشق ثلاث اختصاصات ماجستير أكاديمي وهي الذكاء الصنعي، الشبكات والنظم الحاسوبية، وهندسة البرمجيات، ولكن أعداد المسجلين في الدكتوراه محدود جداً إذ لا يوجد قدرة لأخذ أعداد كبيرة لأن الأساتذة المؤهلين للإشراف على رسائل الدكتوراه عددهم قليل لا يتجاوز الثلاثة دكاترة وبالتالي لا يوجد تحقيق لنسبة الطالب للأستاذ. وعليه فإن الكلية تخرج طالب دكتوراه واحداً في السنة، ويتوجه الطلبة للحصول على الدكتوراه من خارج البلد.
ولفت عميد الكلية إلى وجود ماجستير تأهيل وتخصص له علاقة بنظم هندسة المؤسسات ولكن تم إقفاله على الرغم من أهميته في عملية الربط بين الكلية والمؤسسات والشركات العاملة على الأرض. ولكن لم تسر الأمور بالطريقة الصحيحة وخاصة أن الأشخاص الذين يسجلون فيه لا يدفعون رسوماً على الرغم من أنهم قادمين من شركات ومؤسسات خارجية.
مواضيع عالمية..
من يدخل إلى عمق الواقع تتضح له الأمور أكثر ففي كلية المعلوماتية رسائل ماجستير في غاية الأهمية ولكن معظمها تتناول أبحاثاً مرتبطة بمواضيع عالمية خاصة بمجالات البحث العلمي، وغير مرتبطة بسوق العمل السوري لعدم نضوج السوق لهذه المواضيع بالتالي يوجد إشكالية بهذا الأمر. يبين عميد الكلية أن سوق العمل في سورية مستهلك وليس منتجاً للأفكار وعليه فإن كل الطلاب يقدمون الماجستير وينشرون داخلياً وخارجياً حول المواضيع المطروحة عالمياً، وبهذا فإن طلابنا يعملون لقضايا بحث علمي لحاجات عالمية وليس للحاجات المحلية. وهي جهود لا تطبق على أرض الواقع إلا نادراً.